الصفحات

الثلاثاء، ٣١ كانون الأول ٢٠١٣

(المعارضة السورية: كم هو عدد الانقسامات؟)

 صحيفة الليبراسيون 31 كانون الأول 2013 بقلم جان بيير بيران Jean-Pierre Perrin

 في صيف عام 2012، كانت نهاية بشار الأسد تبدو قريبة جداً. كان التمرد يتقدم في ضواحي دمشق وفي حلب وكان يسيطر على الحدود مع تركيا، وكان يفرض نفسه في شرق سورية، وكان يسيطر على بعض الأحياء في حمص... لقد وقعت جميع المراكز الحدودية مع تركيا والأردن والعراق بيد التمرد باستثناء مركز حدودي واحد. ولكن بعد مرور عام واحد، لم يعد أحد يستطيع المخاطرة بالتنبؤ بسقوط الدكتاتور السوري. فشل التمرد في التقدم على جميع الجبهات، بل وخسر بعض المدن الاستراتيجية. والأكثر خطورة هو أن الجيش السوري الحر ـ الجناح العسكري للائتلاف الوطني السوري في طريقه نحو التهميش لصالح بعض المجموعات الإسلامية التي يرتبط بعضها بتنظيم القاعدة، وأصبحت هذه المجموعات الإسلامية تمثل الجزء الأساسي من القوات المقاتلة، وانضم إليها آلاف الجهاديين من جميع أنحاء العالم.
     على الرغم من كل ذلك، إن النظام ليس في أفضل حالاته، وهو مدين ببقائه إلى بروز آلاف المتطوعين الشيعة القادمين بشكل أساسي من العراق ومن مقاتلي حزب الله. إن الحرب الأهلية في سورية مهددة من الآن فصاعداً بالتحول إلى مواجهة بين المتطرفين السنة والشيعة، ويرافقها بشكل موازي أسوأ مأساة إنسانية منذ عشرين عاماً مع احتمال وقوع مجزرة إبادة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق