الصفحات

السبت، ٢٨ كانون الأول ٢٠١٣

(مقتل معارض لسورية في عملية تفجير)

صحيفة الليبراسيون 28 كانون الأول 2013 بقلم جان بيير بيران Jean-Pierre Perrin

     محمد شطح هو الشخصية اللبنانية التاسعة التي انتقدت النظام السوري وحزب الله وتعرضت للاغتيال منذ عام 2005. كان وزيراً سابقاً للمالية وسفيراً سابقاً في واشنطن، وكان من التكنوقراطيين اللامعين والعقل المفكر لمستشاري رئيس الحكومة السابق سعد الحريري. لقد قُتِل يوم الجمعة 27 كانون الأول بانفجار قوي في أحد الشوارع المزدحمة في وسط بيروت وأكثرها أماناً. أدى التفجير إلى مقتل أربعة أشخاص وتدمير عشرات الأبنية. كان محمد شطح معتبراً حتى من قبل خصومه كرجل لطيف ومنفتح ويسعى للحوار، ولم يكن يمارس أي عمل أمني. كان أيضاً ممثل سعد الحريري في لبنان، لأن الأخير لم يعد يعيش في لبنان لأسباب أمنية منذ عام 2011.
     وقع هذا التفجير قبل فترة قصيرة من محاكمة خمسة ناشطين ومسؤولين في حزب الله أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي يفترض أن تبدأ بتاريخ 16 كانون الثاني. ما زال الرجال الخمسة هاربين، وهم متهمون باغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. من جهة أخرى، ربط سعد الحريري التفجير ضد محمد شطح بالذي قتل والده في شهر شباط 2005، وقال: "إن أولئك الذين اغتالوا محمد شطح هم نفسهم  الذين قتلوا رفيق الحريري ويريدون قتل لبنان وإهانة وإضعاف الدولة". كما وصف الانفجار بأنه "رسالة إرهابية جديدة".
     يبدو التفجير كأنه تحدياً من قبل حزب الله للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وتهديداً موجهاً إلى أولئك الذين يريدون الإدلاء بشهادتهم في القضية، وشكلاً من الأشكال لردع سعد الحريري من العودة إلى لبنان. ما زال لبنان بدون حكومة ولا برلمان منذ عدة أشهر، وربما تهدف عملية الاغتيال إلى الحفاظ على الوضع القائم الذي يحقق مصلحة حزب الله. انتقد محمد شطح على حسابه في التويتر حزب الله قبل ساعة من اغتياله، واتهمه بالعمل من أجل تحقيق رهان النظام السوري في لبنان الذي تمارس دمشق وصايتها عليه منذ ثلاثين عاماً، وقال: "يضغط حزب الله من أجل الحصول على بعض الاستثناءات المتعلقة بالمجال الأمني والسياسة الخارجية، وهي استثناءات شبيهة بالتي يمارسها النظام السوري".


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق