الصفحات

الخميس، ٦ آذار ٢٠١٤

(الجيش الإسرائيلي يحتجز بعض الصواريخ في البحر الأحمر)

صحيفة الليبراسيون 6 آذار 2014 بقلم مراسلتها في إسرائيل أود ماركوفيتش Aude Marcovitch

     جرت العملية فجر يوم الثلاثاء 4 آذار. غادرت سفينة الشحن Klos-C من إيران وهي تحمل علم بنما وعلى متنها 17 شخصاً، ثم قام كوماندوس للبحرية الإسرائيلية بتفتيشها في البحر الأحمر. كانت السفينة تبحر في المياه الدولية بالقرب من الشواطىء الإريتيرية والسودانية، واكتشف الرجال على متنها عشرات الصواريخ ذات الأبعاد المختلفة، ويصل مدى بعضها إلى 200 كم.. أشار الجيش الإسرائيلي إلى أنها صواريخ من طراز M-302 من صنع سوري. كانت هذه الصواريخ مخبأة تحت أكياس من الاسمنت مكتوب عليها: "صنع في إيران".
     قال الجيش الإسرائيلي أنه نفذ عملية التفتيش بنجاح بفضل العديد من المعلومات والإمكانيات العملياتية الهامة، وأشار إلى أن الأسلحة كانت متجهة نحو غزة. تم تجميع هذه الأسلحة في سورية، وربما تم نقلها جواً من دمشق إلى طهران، ثم وصلت إلى ميناء بندر عباس. ربما توقفت السفينة للمرة الأولى في ميناء أم القصر العراقي، وتم تحميل بعض المعدات الإضافية فيه، ثم تابعت السفينة طريقها حتى البحر الأحمر.
     يعتقد الجيش الإسرائيلي أن هذه السفينة كان من المفترض أن تصل إلى بور سودان، لكي يتم نقل حمولتها براً إلى سيناء ثم إلى قطاع غزة. صرح الجيش الإسرائيلي: "لم يسبق أن وصلت مثل هذه الصواريخ التي عثرنا عليها وبهذا المدى إلى غزة". استخدم حزب الله مثل هذا النوع من الصواريخ خلال حربه ضد إسرائيل عام 2006. اعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يزور الولايات المتحدة حالياً والتقى مع باراك أوباما يوم الاثنين 3 آذار، أن اكتشاف هذه الصواريخ يسمح بتوجيه الأصابع مرة أخرى إلى الرهان الإيراني المزدوج، وقال: "في الوقت الذي تتحدث فيه طهران مع القوى العظمى، وتبتسم، وتقول أشياء لطيفة، تقوم إيران بإرسال الأسلحة القاتلة إلى المنظمات الإرهابية عبر شبكات سرية".
     كانت فرق الكوماندوس الإسرائيلية قد اعترضت في شهر آذار 2011 سفينة شحن تحمل أسلحة متوجهة إلى قطاع غزة، إنها السفينة الألمانية فيكتوريا Victoria التي كانت تحمل علم ليبيريا، وقد غادرت ميناء اللاذقية باتجاه ميناء مرسين في تركيا ثم أبحرت باتجاه مصر. شن سلاح البحرية الإسرائيلي هجومه على بعد 300 كم من الشواطىء الإسرائيلية، ووجد على متن السفينة خمسين طناً من الأسلحة والذخيرة، ولاسيما آلاف قذائف الهاون وعشرات الآلاف من الذخيرة للرشاشات وصواريخ أرض ـ بحر من تصميم صيني. كانت إسرائيل قد حمّلت إيران المسؤولية أيضاً، ولكن طهران نفت ذلك بشكل قاطع.

     إن تورط السودان كبلد ترانزيت للأسلحة الموجهة إلى غزة ليس أمراً جديداً. شن الطيران الإسرائيلي في بداية عام 2009 غارة ضد قافلة تضم 17 شاحنة تنقل الأسلحة المحملة من بور سودان. وبعد خمسة عشر يوماً، ربما تعرضت سفينة تحمل بعض الصواريخ لغارة ثانية. لم تصدر أية تعليقات عن الجيش الإسرائيلي بخصوص هذه العمليات، ولكن أحد المسؤولين السودانيين أكد وقوع الغارة الأولى. كما أشارت وسائل الإعلام السودانية في نهاية عام 2011 إلى وقوع غارتين إضافيتين ضد قوافل للأسلحة، وأن إحداهما تمت بالطائرات المروحية بالقرب من الحدود المصرية. أخيراً، تم توجيه أصابع الاتهام إلى الطائرات الإسرائيلية بالهجوم على معمل للأسلحة في السودان خلال شهر تشرين الأول 2012.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق