الصفحات

الثلاثاء، ١١ آذار ٢٠١٤

(خروج راهبات معلولا من قبضة الجهاديين)

صحيفة الفيغارو 11 آذار 2014 بقلم جورج مالبرونو Georges Malbruont

     حصلت راهبات معلولا مع مرافقيهم الثلاثة على الحرية صباح يوم الاثنين 10 آذار "في حالة من التعب الشديد"، وذلك بعد اختطافهن بتاريخ 3 كانون الأول الماضي من قبل جهاديي جبهة النصرة، ممثلي تنظيم القاعدة في سورية. تم الحصول على الإفراج عنهن بفضل الاتفاق بين رئيس أجهزة الاستخبارات القطرية غانم القبيسي الذي كان يتفاوض باسم المتمردين، وبين رئيس الأمن العام اللبناني عباس إبراهيم المقرب من النظام السوري. كانت الراهبات محتجزات في يبرود على مسافة عشرين كيلومتراً تقريباً من معلولا التي شدد الجيش السوري هجومه عليها من أجل استعادة المدينة وقطع نقطة الاتصال مع لبنان الذي يصل منه المتمردون والسلاح.
     قال المطران لوقا الخوري، معاون بطريرك الروم الأورثوذوكس في سورية، عند استقباله للراهبات على الحدود السورية ـ اللبنانية أن "ما حققه الجيش السوري في يبرود سهّل الإفراج عنهن". فضّل جهاديو جبهة النصرة في النهاية التوصل إلى صفقة قبل فوات الأوان، وذلك في الوقت الذي يشتد فيه الحصار عليهم. حصل الجهاديون مقابل الإفراج عن الراهبات على اطلاق سراح 153 إمرأة معتقلة في السجون السورية، بعد أن كانوا يطالبون بالإفراج عن 500 في البداية.
     من بين النساء اللواتي تم الإفراج عنهن، تم الافراج في البداية عن ساجدة  الدليمي وأطفالها الأربعة ليلة الأحد 9 آذار، وهي زوجة سليم حمدي الذي كان أحد معاوني السفاح مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق. هناك بعض الشكوك بأن سليم حمدي هو الذي قام بالتخطيط لعملية التفجير ضد أمن الدولة في دمشق خلال شهر كانون الأول 2011، وتم اعتقال ساجدة الدليمي وأطفالها بعد هذا التفجير بفترة قصيرة. كان الإفراج عن ساجدة الدليمي أحد المطالب الأساسية لزعماء جبهة النصرة في يبرود مثل أبو عزام الكويتي وأبو مالك التلي (سوري) من أجل الإفراج عن الراهبات. تشير المعلومات التي حصلنا عليها أن جبهة النصرة ربما حصلت أيضاً على فدية تبلغ عدة ملايين من الدولارات، ومن المحتمل أن قطر هي التي دفعت الفدية. ولكن عباس ابراهيم نفى دفع الفدية إلى خاطفي الراهبات.
     كان الخاطفون يُطالبون أيضاً بفتح ممر آمن باتجاه مدينة رنكوس ثم إلى مدينة عرسال في لبنان، بالإضافة إلى وقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة. ولكن نظام دمشق وحليفه حزب الله لم يوافقان على هذا الطلب الذي كان سيسمح للمتمردين بالخروج من الفخ الذي وقعوا به في يبرود واستعادة قوتهم في لبنان. كان عباس ابراهيم وغانم القبيسي قد قاما بدور هام في الإفراج عن الحجاج الشيعة اللبنانيين الذين خطفهم المتمردون في شمال سورية خلال العام الماضي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق