الصفحات

الأربعاء، ٥ آذار ٢٠١٤

(باريس تُجهز جيش لبنان الذي أضعفته الحرب في سورية)

صحيفة الفيغارو 5 آذار 2014 بقلم آلان بارليويه Alain Barluet

     إن فرنسا عازمة على دعم لبنان الهش عبر جيشه الذي ما زال إحدى مؤسساته الأكثر صلابة، وذلك في الوقت الذي تظهر فيه عواقب الحرب في سورية على لبنان بقسوة. ستؤكد المجموعة الدولية لدعم لبنان التي تأسست في شهر أيلول 2013 على المبادرة الفرنسية ـ السعودية الهادفة إلى تعزيز القوات المسلحة اللبنانية، وذلك خلال الاجتماع الوزاري الثاني لهذه المجموعة في باريس يوم الثلاثاء 5 آذار. كانت السعودية قد أعلنت عن "هبة" قدرها ثلاثة مليارات دولار إلى الجيش اللبناني لشراء أسلحة فرنسية، وذلك خلال زيارة فرانسوا هولاند إلى الرياض بنهاية شهر كانون الأول 2013.
     يسود تكتم كبير حول هذا الجانب في اجتماع اليوم في باريس، هذا الاجتماع الذي سبقته بعثتان برلمانيتان إلى بيروت، إحداهما برئاسة رئيس الأركان الفرنسي السابق الأميرال إدوار غيّو Edouard Guillaud. ستتضمن قائمة المعدات العسكرية بشكل خاص حوالي عشرين طائرة مروحية ثقيلة وخفيفة وزورقان سريعان (Vedette) وبعض عربات النقل المصفحة. كانت المناقشات صعبة في بعض الأحيان مع اللبنانيين الذين كانوا يطالبون بعربات جديدة بعكس الاقتراح الفرنسي الأولي على سبيل المثال. لا يتضمن هذا الدعم للجيش اللبناني أية معدات متطورة مثل الصواريخ التي لن تنظر إليها إسرائيل بعين الرضى. يؤكد قصر الإليزيه "أن فرنسا قامت بتسليم لبنان بعض الصواريخ". ربما قامت فرنسا بتسليم لبنان بعض الصواريخ المضادة للدبابات يمكن توجيهها عن بعد (Guidage Optique HOT) من أجل تجهيز الطائرات المروحية من طراز غازيل (Gazelle).
     أكد مستشارو فرانسوا هولاند أن "التعاون مع لبنان بدأ منذ وقت طويل بخصوص المعدات والتأهيل". يندرج الدعم الفرنسي في إطار الخطة الخمسية المعدة مع  الأمم المتحدة من أجل لبنان والاستراتيجية العسكرية للرئيس ميشيل سليمان. تقدر الخطة الخمسية الاحتياجات التي أعدها الجيش اللبناني بـ 4.7 مليار دولار. كما تستند باريس إلى قرار مجلس الأمن في الأمم المتحدة رقم 1701 بتاريخ 11 آب 2006 الذي ينص بشكل خاص على توسيع سلطة الحكومة اللبنانية على كامل الأراضي. ولكن هذه السلطة ناقصة حالياً، لأن حزب الله يتحكم بجزء منها في جنوب لبنان، كما أن بعض المجموعات المسلحة العاملة في سورية تنتهك سيادة لبنان في الشمال. يؤكد الجانب الفرنسي أن "الأخطار تتزايد"، ويشير إلى تدهور الوضع الأمني وتزايد عمليات التفجير وتدفق اللاجئين السوريين (ستون ألف لاجىء شهرياً).
     توجه فرنسا مؤشراً على دعم الرئيس سليمان من خلال دعم الجيش اللبناني التي يمثل إحدى دعائم البلد، وذلك في الوقت الذي تسعى فيها الحكومة اللبنانية إلى الحصول على قاعدة سياسية تسمح لها بالعمل. تنوي فرنسا أيضاً تعزيز شراكتها الاستراتيجية مع السعودية مع بعض الطموحات التجارية، ولكن ذلك لن يكون خالياً من المخاطر باعتبار أن المملكة الوهابية تعمل في لبنان وفق أهدافها الخاصة من أجل مواجهة إيران وحزب الله تحت راية السنة. من جهة أخرى، قامت فرنسا بتمرير بعض رسائل التهدئة إلى الحركة الشيعية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق