الصفحات

الثلاثاء، ٩ تموز ٢٠١٣

(انتخاب أحمد الجربا، المُقرّب من السعودية، رئيساً للمعارضة السورية)

صحيفة اللوموند 9 تموز 2013 بقلم كريستوف عياد Christophe Ayad

     عادت السعودية إلى واجهة العالم العربي بعد سقوط محمد مرسي الذي كان تابعاً لقطر. السبب الثاني للرضى السعودي هو انتخاب رجلها أحمد عاصي الجربا رئيساً للإئتلاف الوطني السوري يوم السبت 6 تموز. وُلِد أحمد عاصي الجربا عام 1969 في القامشلي بالمنطقة الكردية في سورية. تعرض الجربا إلى الاعتقال مرتين: الأولى في نهاية التسعينيات أثناء حكم حافظ الأسد، والثانية في شهر آذار 2011 بعد عدة أيام من اندلاع الثورة السورية. تم الإفراج عنه في شهر آب 2012، وهرب إلى السعودية لكي يقيم فيها. يُمثل انتصار الجربا فشلاً للإخوان المسلمين المدعومين من قطر، وكان الإخوان المسلمون يُشكلون حتى وقت قريب الكتلة الأكثر أهمية داخل المؤسسات التمثيلية للمعارضة.
     كان أحمد الجربا مُكلفاً بملف التسليح في الإئتلاف. سمح التدخل الحاسم لحزب الله إلى جانب النظام باستعادة مدينة القصير الإستراتيجية في شهر حزيران، الأمر الذي أدى إلى تحرك السعودية التي تعتبر أن تدخل الميليشيا اللبنانية هو تدخل شيعي ـ إيراني غير مقبول بالشؤون الداخلية على الصعيد الإقليمي. قامت الرياض منذ ذلك الوقت بتسريع عمليات تسليم الأسلحة إلى المتمردين  السوريين وتحسين نوعية المعدات المُرسلة إليهم بشكل واضح. سمحت بعض أفلام الفيديو بتأكيد وجود صواريخ متطورة أرض ـ جو صينية الصنع بالإضافة إلى الصواريخ الفرنسية  المضادة للدبابات من طراز ميلان (Milan)، ولاسيما في منطقة حلب التي كان النظام وحلفاؤه يفكرون بمهاجمتها، ولكن هجومهم المضاد تأخر.

     توقف الجيش السوري وحلفاؤه اللبنانيون أمام حلب بسبب عدم امتلاكهم قوة النيران الكافية، وقرروا تركيز جهودهم على مدينة حمص الإستراتيجية في وسط سورية. هذه المدينة التي لم تنجح السلطة السورية باستعادتها بشكل كامل على الرغم من هجماتها المتكررة عليها، ولاسيما ضد حي باب عمرو في شهر شباط 2012. دخل الهجوم على حمص يومه العاشر، واتهم الناطق الرسمي باسم الإئتلاف  أثناء اجتماعه في استانبول قائلاً: "حصلنا على معلومات مؤكدة باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين الأبرياء". أعلن أحمد الجربا في اليوم التالي لانتخابه عن قرب تسليم أسلحة متطورة إلى الجيش السوري الحر، لا شك أن علاقاته مع السعودية ستساعده في هذا الأمر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق