الصفحات

الثلاثاء، ١٢ آب ٢٠١٤

(قلق تركي من وحدة الأكراد العراقيين والأتراك والسوريين ضد الجهاديين)

صحيفة الفيغارو 12 آب 2014 بقلم مراسلتها في استانبول حكيكات ناري Hakikat Nare

     كانت المهمة صعبة أمام وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو يوم الخميس 7 آب لكي يتجنب إدانة الدولة الإسلامية علناً واعتبارها منظمة إرهابية، فقال: "إن المنظمة التي تسمونها الدولة الإسلامية يمكن النظر إليها كهيكل راديكالي وإرهابي، ولكن هناك بعض الأتراك والعرب والأكراد داخلها. لو لم يتم إقصاء العرب السنة في العراق، لما كان هناك مثل هذا التراكم من الغضب". اعتبر بعض المعلقين تصريح الوزير التركي على محطة NTV كمحاولة لإضفاء الشرعية على الجهاديين، وأنه يُعبّر عن القلق في أنقرة.
     من الناحية الرسمية، تنفي أنقرة قيامها بتوفير "التسهيلات" الممنوحة في عبور الحدود أو التزود بالأسلحة لصالح المجموعات المعارضة في سورية ومنها جهاديي الدولة الإسلامية، وهذه التسهيلات لم تعد سرّاً. أصبحت تركيا مجبرة على مواجهة هذه الحركة بعد أن شجعت انطلاقها، وذلك منذ الاستيلاء على الموصل والمأساة الإنسانية لليزيديين في جبل سنجار والتهديد الذي تمثله الدولة الإسلامية على المناطق النفطية في كردستان العراق.
     كتب الصحفي فهيم تاستكين Tastekin في صحيفة Radikal: "لم يكن يجب على تركيا التعامل إطلاقاً مع آفة مثل المجموعات التابعة لتنظيم القاعدة. كما هو الحال بالنسبة لبقية الدول الأعضاء في التحالف، اعتبرت تركيا جميع الذين بإمكانهم إسقاط النظام السوري كـ "إخوة" بدون أي تمييز بينهم. منذ عام 2012، اتبعت أنقرة أيضاً سياسة دعم المجموعات التي كانت تقاتل الأكراد السوريين في حزب الاتحاد الديموقراطي التابع لحزب العمال الكردستاني، وذلك بهدف منع إقامة كيان كردي في سورية. من كان يقاتل ضد حزب الاتحاد الديموقراطي؟ إنهم الجيش السوري الحر وجبهة النصرة والدولة الإسلامية. لم يكن لديهم أية مشكلة مع تركيا ما داموا يمنعون الأكراد من السيطرة على هذه المنطقة".
     ما زالت تركيا تواصل الحفاظ على موقف غامض تجاه الدولة الإسلامية على الرغم من خطأ حساباتها. تلقى رئيس الوزراء أردوغان، الذي أصبح رئيساً، بفتور نبأ القصف الأمريكي ضد الجهاديين في العراق. حرص وزير الدفاع عصمت يلماز Ismet Yilmaz على التأكيد بأن تركيا لم تمنح أي دعم للعملية الأمريكية. من الناحية الرسمية، تريد تركيا تجنب تعريض حياة تسعة وأربعين تركياً للخطر، وهم الدبلوماسيون وطاقم القنصلية التركية في الموصل، المعتقلون كرهائن منذ شهر حزيران من قبل الدولة الإسلامية. أعلنت أنقرة عدة مرات أن الإفراج عن الرهائن كان قريباً دون أن يحصل. كيف أصبح هؤلاء الرهائن؟ هل هم سالمون بدون أذى؟ ربما هناك مفاوضات جارية حول الفدية.
     ماذا لو كان القلق التركي ليس مرتبطاً بالرهائن فقط؟ توحدت مختلف المنظمات الكردية المسلحة للقتال في جبهة واحدة ضد الدولة الإسلامية، مثل حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردي (الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني) وقوات البشمركة في كردستان العراق. لم يسبق أبداً حصول ذلك في تاريخ الأكراد الممزقين حتى فترة قريبة بسبب صراعات وعداوات داخلية. إن القصف الأمريكي للعراق يضمن نجاح القوات الكردية الموحدة. إن احتمال تعزيز قوة كردستان العراق وسورية قد يشجع على الاعتراف الدولي لقيامهم بالقتال ضد الدولة الإسلامية، وسيثير غضب أنقرة وخشيتها من رؤية أكرادها ينجذبون نحو هذا الاحتمال. كما أن تراجع الدولة الإسلامية وبالتالي تراجع سلطة المجموعات السنية في العراق سيكون ضربة قوية للسياسية الخارجية لأردوغان التي تعتمد على الإخوان المسلمين والدفاع عن السنة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق