الصفحات

السبت، ٢٣ آب ٢٠١٤

(العراق، سورية: أوباما يُراجع استراتيجيته)

صحيفة الفيغارو 23 آب 2014 بقلم مراسلتها في واشنطن لور ماندفيل Laure Mandeville

     تتحرك الخطوط في واشنطن حول العراق وسورية بشكل يفسح المجال للتنبؤ بتسريع الرد. أسرّ بريان كاتوليس Brian Katulis من مركز التقدم الأمريكي Centre pour le progrès américain إلى صحيفة الفيغارو يوم الجمعة 22 آب أن باراك أوباما يتوجه نحو "انخراط أكثر أهمية وعلى المدى الطويل" في مواجهة خطر  الدولة الإسلامية. يملك هذا الخبير علاقات واسعة مع البيت الأبيض، ويتوقع "تصاعد قوة العمليات ضد الإرهاب" بمشاركة الشركاء الأوروبيين والشرق أوسطيين. كما ألمح هذا الباحث بشكل واضح إلى أن الولايات المتحدة ربما ستكون مجبرة على القصف داخل الأراضي السورية لمكافحة خطر القوة الجهادية المتمرسة في الحرب ولا تتوان عن أي شيء. قال وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل في رد على سؤال حول احتمال القصف في سورية: "نحن نفكر بجميع الخيارات".
     أشار بريان كاتوليس إلى أن النقاشات محتدمة داخل الولايات المتحدة "منذ بداية فصل الصيف حول ضرورة توجيه النظر إلى سورية والعراق باعتبارهما مشكلتين متداخلتين. لا يعني ذلك تغيراً بمقدار 180 درجة لدرجة التعاون مع بشار الأسد كما يؤكد البعض، بل يعني سلسلة من  الخطوات الحذرة ولكن المنطقية والعملية بهدف ضرب الدولة الإسلامية في الصميم".
     أكد بريان كاتوليس أن "أوباما لم يُغيّر رأيه حول التدخل على الأرض". تعتمد إستراتيجية أوباما حتى الآن على تخفيف الضغط جزئياً عن قوات البشمركة الكردية، ودعم تشكيل حكومة جديدة أكثر شمولاً في بغداد، على أمل إعادة بناء جيش عراقي غير طائفي وقادر على ضم الضباط السنة وإلحاق الهزيمة بالدولة الإسلامية. ولكن يبدو أن  الإدارة الأمريكية قررت تجميع "الأطراف" الإقليمية ـ الخليج وتركيا وأوروبا ـ  من أجل قطع المعونات السياسية والدبلوماسية والمالية عن "الخلافة". تعرضت السعودية وبقية دول الخليج لضغوط سرية وملحة من أجل تجفيف التمويلات الخاصة التي تُغذي الجهاديين الراديكاليين. كما طُلِب من تركيا إغلاق حدودها لمنع مرور الجهاديين الأوروبيين إلى سورية. قال بريان كاتوليس: "ما زال كل ذلك بعيداً عن الوصول إلى درجة الكمال، ولكنه يبقى أمراً أساسياً. في حالة مقتل زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي، إن القصف الذي قتله كان أمريكياً، ولكن المعلومات كانت أردنية".

     يعتبر بعض المراقبين أن جهود الإدارة الأمريكية ما زالت مشتتة جداً ومترددة، وأنه ليست هناك إستراتيجية واضحة في واشنطن، وأن الجهود تجاه الأكراد غير كافية أبداً. كما أكد محللون أخرون عدم ثبات مواقف الدول الحليفة، ولاسيما في دول الخليج التي تمثل وكراً للإسلام الراديكالي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق