الصفحات

الخميس، ٧ آب ٢٠١٤

(معارك عنيفة في لبنان بين الجيش والجهاديين السوريين)

صحيفة اللوموند 7 آب 2014 بقلم مراسلتها في لبنان لور ستيفان Laure Stephan

     شهدت مدينة عرسال اللبنانية لليوم الرابع على التوالي معركة دامية يوم الثلاثاء 5 آب بين الجيش اللبناني وبعض الجهاديين التابعين للفصائل المقاتلة في سورية ضد بشار الأسد، واستمرت المعركة طوال اليوم على الرغم من الوساطة التي قام بها بعض الشيوخ السلفيين اللبنانيين. منع الجيش اللبناني دخول الصحفيين إلى عرسال، ولكن خسائر الجيش تشير بوضوح إلى مدى حجم المواجهة الجارية التي تمثل إحدى أسوأ حلقات العنف في لبنان المتعلقة بالنزاع السوري: أدت هذه الاشتباكات إلى مقتل ستة عشر عسكرياً على الأقل منذ بداية المواجهات وجرح ثمانين آخرين بالإضافة إلى اختفاء بعض الجنود ورجال الشرطة. تكبد الإسلاميون خسائر جسيمة، وقُتِل بعض المدنيين أيضاً. أشار السكان الذين استطاعوا الهرب من عرسال إلى أنهم شعروا بالرعب من انتشار بعض الجهاديين في شوارع المدينة ومن عنف المواجهات.
     تدعم عرسال التمرد ضد بشار الأسد منذ بدايته، ويبدو أن وجود المتمردين فيها، ولاسيما الأكثر راديكالية، أصبح خارجاً عن السيطرة أكثر فأكثر خلال الأشهر الماضية لدرجة أنه أثار قلق السكان فيها. تشكلت منطقة إسلامية حقيقية على مداخل عرسال عندما هرب مئات المتمردين أمام الهجوم المضاد الذي شنته دمشق وحزب الله في شهر آذار لاستعادة السيطرة على منطقة القلمون المجاورة في سورية. يقوم الطيران السوري بقصف هذه المنطقة بشكل منتظم. أثار الهجوم الجهادي على عرسال الكثير من القلق في بيروت نظراً للوضع الإقليمي وتقدم الدولة الإسلامية في العراق. ولكن الجيش اللبناني يبدو أنه عازم على مواجهة الإسلاميين لتجنب السيناريو العراقي.

     تهدد الأحداث الجارية باستئناف الجدل الحاد حول تأثير وجود اللاجئين السوريين على استقرار لبنان الذي لم يُغلق حدوده بسبب الضغوط التي يتعرض لها. يحظى الجيش اللبناني بدعم شعبي واسع في معركته ضد الجهاديين في عرسال، ولكن هذه المواجهات أثارت أيضاً غضب بعض الأوساط في طرابلس مثل الإسلاميين السنة وبعض النواب المتطرفين في حزب سعد الحريري، واتهموا الجيش بالتواطؤ مع حزب الله الشيعي. تعتبر بيروت أنه من الضروري أن تقوم باريس والرياض بالإسراع في تسليم المساعدة الموعودة منذ شهر كانون الأول 2013 وقدرها ثلاثة مليارات دولار، هذه المساعدة التي تخضع لمساومات لا تنتهي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق