الصفحات

الثلاثاء، ٢٦ آب ٢٠١٤

(محافظة الرقة السورية تحت سيطرة الدولة الإسلامية)

صحيفة اللوموند 26 آب 2014 بقلم بنجامان بارت Benjamin Barthe

     اضطرت قوات الدولة الإسلامية إلى التراجع في شمال العراق تحت ضغط الهجوم المضاد المزدوج من قبل المقاتلين الأكراد والقصف الأمريكي. ولكن الدولة الإسلامية تتقدم في سورية، واستولت على مطار الطبقة العسكري يوم الأحد 24 آب. أصبح الجهاديون يسيطرون بشكل كامل على هذه المنطقة الحدودية مع تركيا والغنية بالنفط باستثناء بعض القرى التي ما زالت بأيدي الأكراد.
     سقط مطار الطبقة بعد سلسلة من الهجمات الدامية، وقُتِلَ 346 مقاتلاً على الأقل من الدولة الإسلامية  وأكثر من 170 عنصراً في القوات الحكومية في هذه المعارك منذ يوم الثلاثاء 19 آب. اعترف النظام السوري بهزيمته عندما أعلن أن جنوده يتجمعون خارج المطار، وذلك بعد أن حاول صد المهاجمين عبر القصف الجوي بدون جدوى. ارتكبت الدولة الإسلامية أعمالاً بربرية بعد الإعلان عن الانتصار الجديد للجهاديين، وقامت بقطع رؤوس العديد من الضباط السوريين في الرقة، وعرضت رؤوسهم في مركز المدينة.
     سمح استيلاء الدولة الإسلامية على مطار الطبقة بحصولها على غنيمة كبيرة غير مسبوقة تتألف من بعض المدافع والطائرات المقاتلة والمروحية. إن وجود مثل هذه الأسلحة بأيدي الرجال المتحمسين لدى البغدادي يهدد بدمار واسع إذا لم تتضرر هذه الأسلحة خلال المعارك وإذا استطاعت الدولة الإسلامية امتلاك الخبرة الضرورية لاستخدامها ولاسيما العثور على طيارين.
     إن الأهداف الأولى للجهاديين يمكن أن تكون المتمردين ضد الأسد الذين يتحصنون في شرق حلب استعداداً لمعركة وجودية مع الجهاديين. يستطيع الجهاديون أيضاً مع قوة نيرانهم الجديدة أن يتقدموا باتجاه محافظة حماة وجنوب حلب التي يملكون فيها بعض المواقع.

     إن فقدان مطار الطبقة يمكن أن يحث النظام السوري على تغيير موقفه تجاه الدولة الإسلامية. كانت قوات النظام تميل حتى الآن إلى عدم التعرض للجهاديين على أمل أن تؤدي وحشيتهم إلى نزع المصداقية عن التمرد ضد الأسد. بدأت هذه الحسابات تنقلب ضد النظام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق