الصفحات

الخميس، ٢١ آب ٢٠١٤

(انتهاء عملية تدمير الأسلحة الكيمائية التي صرحت عنها دمشق)

صحيفة اللوموند 21 آب 2014 بقلم مراسلتها في لاهاي ستيفاني موباس Stéphanie Maupas

     أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية يوم الثلاثاء 19 آب عن التدمير الكامل لمخزون قدره ستمائة طن من العناصر الكيميائية التي صرحت عنها سورية، هذه العناصر التي تهدف إلى صناعة الساران وغاز الخردل. قال الرئيس الأمريكي أنه "تم تدمير الأسلحة الكيميائية الأكثر قتلاً التي يملكها النظام السوري بواسطة الخبراء المدنيين والعسكريين عبر استخدام آلية أمريكية فريدة من نوعها"، ولكن باراك أوباما أشار أيضاً إلى بعض "التفاوت والنقص فيما يتعلق بالمعلومات التي قدمتها سورية إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية"، وإلى المعلومات القائلة بأن النظام السوري "ما زال يستخدم" الأسلحة الكيميائية في الحرب الأهلية المستمرة منذ ثلاث سنوات ونصف.
     إنها مرحلة هامة بالنسبة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي قامت بهذه العملية في ظروف صعبة جداً، باعتبار أنها المرة الأولى التي تتدخل فيها في بلد بحالة حرب. ولكن المسألة السورية لم تنته على الرغم من ذلك. هناك نقاشات متوترة منذ عدة أشهر في مكاتب هذه المنظمة في لاهاي، وتشتبه العديد من الدول بأن دمشق لم تُصرّح عن كامل مخزونها، باعتبار أنها كانت مُجبرة على الانضمام للمنظمة.
     بعد عدة أسابيع من المفاوضات ببن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة برعاية العرابين الروسي والأمريكي، صرّحت الحكومة السورية أخيراً بتاريخ 14 تموز عن منشأتين جديدتين لإنتاج الخروع باعتباره عنصراً ساماً جداً. أشار تقرير لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بتاريخ 25 تموز إلى أن هاتين المنشأتين "موجودتان في منطقة غير خاضعة لسيطرة الحكومة السورية". كما أضافت دمشق إلى لائحتها مركزين جديدين للأبحاث ومخزوناً من الرؤوس الصاروخية الفارغة.
     منذ بداية هذه العملية، قامت سورية بتدمير ثلاثة عشر مركزاً للإنتاج من أصل ستة وعشرين مركزاً أعلنت عنهم. حاولت دمشق منذ شهر كانون الأول 2013 الحفاظ على اثني عشر مركزاً آخراً، من ضمنهم سبعة هنغارات وخمسة أنفاق. تم التوصل إلى اتفاق بعد مفاوضات حادة لتدمير هذه المنشآت خلال شهرين. كما تم تكليف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بالقيام بتحقيق حول الهجمات بالكلور التي وقعت خلال فصل الربيع، وتعتبر واشنطن وباريس أن النظام هو الذي قام بهذه الهجمات.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق