الصفحات

السبت، ٢٤ آب ٢٠١٣

(سورية: الشجب لا يكفي)

افتتاحية صحيفة اللوموند 23 آب 2013

     ارتكبت مجزرة كبيرة بغاز سام في سورية. أشار العديد من الخبراء بالأسلحة الكيميائية إلى احتمال استخدام غاز الساران في هذه المجزرة، هذا الغاز الذي يملك النظام السوري كميات كبيرة منه. يُشكل هذا الهجوم تصعيداً هاماً في الحرب الأهلية التي تجتاح سورية. هناك شبهات كبيرة بأن النظام السوري مسؤول عن هذا الهجوم، ولكن روسيا تقول أنها مناورة.
     تُمثل ردود الفعل نوعاً من المماطلة. تعتمد الحكومات الغربية على بعثة محققي الأمم المتحدة الموجودة في سورية، الأمر الذي يمثل مخاطرة نظراً لأن قدرة هؤلاء المحققين على التنقل داخل البلد نسبية جداً. إنه رمز مرعب: وقعت الجريمة الكيميائية على بعد عدة كيلومترات من مكان تواجد فريق الأمم المتحدة الذي وصل قبل يومين... إذا نظرنا إلى ما هو أبعد من المشاهد المرعبة، فإنها إهانة قاسية للأمم المتحدة في سورية.
     لا شك أن بشار الأسد مراقب بارع للمسرح الدولي. تمكن من ملاحظة ضعف ردود الفعل الأجنيبة خلال الأشهر الماضية تجاه الهجمات الكيميائية  "الدقيقة" و المتكررة التي قامت بها قواته (كان اجمالي عدد الضحايا يقدر آنذاك بـ 150). لقد استنتج أن "زيادة الجرعة" لن تُعرضه للمزيد من المتاعب. يعتمد الدكتاتور السوري أيضاً على الأزمة المصرية التي استولت في الأيام الأخيرة على الاهتمام الدولي. يشعر أن المجال مفتوح، ويعتمد على موسكو وطهران.

     هددت الولايات المتحدة والدول الأوروبية عام 2012 بالتحرك بشكل حاسم في حال استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، ولكن كلامهم كان خالياً من المصداقية. تم استخدام الغاز السام مرة أخرى بعد عام بالضبط من التحذير الذي أطلقه باراك أوباما عندما تحدث عن "الخط الأحمر". لن يكفي الشجب لمواجهة ما  يشبه "حلبجة السورية" للإشارة إلى آخر مجزرة بالسلاح الكيميائي في الشرق الأوسط عام 1988 في كردستان. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق