الصفحات

الثلاثاء، ٢٧ آب ٢٠١٣

(أوباما يدرس سيناريوهات الرد في سورية)

صحيفة اللوموند 27 آب 2013 بقلم مراسلتها في واشنطن كورين لينس Corine Lesnes

     شدد البيت الأبيض من لهجته يوم الأحد 25 آب غداة اجتماع مجلس الأمن القومي الأمريكي حول القصف الذي تعرضت له منطقة الغوطة بدمشق بالغازات السامة. أشارت الصحافة الأمريكية إلى أن الرئيس أوباما يريد عملاً سريعاً ومحدوداً. لم يرشح أي شيء عن الخيارات العسكرية التي عرضها البنتاغون أثناء اجتماع مجلس الأمن القومي الأمريكي. إن المواقع المستهدفة لن تكون مواقع تخزين الغازات السامة بسبب خطورتها الشديدة، ولكن منصات إطلاق الصواريخ والطائرات وحتى المطارات التي يستخدمها الإيرانيون لتسليح حليفهم.
     افتتح رئيس الأركان الأمريكي مارتن ديمبسي يوم الأحد 25 آب في عمّان مؤتمراً حول "الأمن الإقليمي" يستمر ثلاثة أيام، وذلك بمشاركة نظرائه في تسعة دول هي: السعودية وقطر وتركيا والأردن وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا. كما اجتمع المنسق الأمريكي من أجل سورية السفير روبرت فورد في تركيا مع قادة المعارضة من أجل الإعداد للفترة اللاحقة للضربات المحتملة.
     هناك توافق شبه كامل في الولايات المتحدة حول استحالة الاستمرار بترك النظام السوري يستخدم الغاز ضد شعبه بدون عقاب. ولكن هناك توافق كبير أيضاً حول تجنب التورط في نزاع يتصف أكثر فأكثر بالانقسام بين السنة والشيعة، ويستغله تنظيم القاعدة الإرهابي. أعرب الجنرال مارتن ديمبسي عن شكوكه علناً عبر مبادرة نادرة، فقد أشار في رسالة إلى النائب الديموقراطي إليوت إنجيل Eliot Engel بتاريخ 22 آب إلى أن الأمر لا يتعلق بـ "الاختيار بين طرفين" بل الاختيار بين "عدة أطراف"، وأكد عدم وجود أي طرف مستعد لدعم الولايات المتحدة بعد انتهاء النزاع. دعا النائب الجمهوري مايكل ماكول Michael McCaul إلى عدم اختيار أحد الأطراف، بل اختيار "الجانب الأمريكي": أي عدم ضمان إسقاط بشار الأسد، ولكن القضاء على الأسلحة الكيميائية التي ربما تسقط بأيدي الجهاديين.

     يعتبر الباحث إدوارد لوتووك Edward Luttwak في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية (Center for Strategic and International Studies) المتخصص بالإستراتيجية العسكرية، أنه لا يجب على بلده الولايات المتحدة التدخل في هذا النزاع، وأشار إلى أنه يجب على باراك أوباما "مقاومة الرغبة بالتدخل" في سورية، وكتب في الواشنطن بوست: "إن انتصار أحد الطرفين على الآخر لن يكون مرغوباً بالنسبة للولايات المتحدة. سيؤدي هذا الانتصار إلى تعزيز موقف إيران أو تنظيم القاعدة"، واعتبر أن استمرار المأزق كان نتيجة السياسة الأمريكية الحالية، ويجب أن يبقى ذلك هدف الولايات المتحدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق