الصفحات

الاثنين، ١٢ آب ٢٠١٣

(شاهد)

افتتاحية صحيفة الليبراسيون 12 آب 2013 بقلم ألكسندرا شوارتزبرود Alexandra Schwartzbrod

     الشاهد هو الشخصية المحورية في أية حرب أهلية. إنه الوحيد القادر على وصف الرعب دون الاشتباه بانحيازه. إنه الوحيد القادر على منع السماح بأن يقول أولئك الذين كان بإمكانهم التدخل في أحد الأيام: "لم نكن نعرف".
     قام نظام دمشق منذ بداية التمرد بنشر الرعب عبر الإفراج عن الجهاديين المستعدين لفعل كل شيء، والسماح بتكاثر العصابات المجرمة التي جعلت من عمليات الخطف صناعة مزدهرة. استطاع هذا النظام تحقيق هدفه في منع وصول جميع أولئك الذين كانوا يريدون تقديم المساعدة (الإنسانية والدبلوماسية) أو تقديم شهادتهم (الصحفيين)، كما عزل سورية عن العالم من أجل حل المشكلة لوحده بدعم من بوتين الذي انتعش بهذه الفرصة غير المنتظرة ليفرض نفوذه من جديد على (اختلال) التوازن في العالم.

     لم تعد الكلمات حول هذا النزاع تعني شيئاً من شدة إفراغها من أية ضجة أو ضوء، وانعدام صداها، ونسيانها بمجرد النطق بها. قال لنا الباحث جيليبر أشقر Gilbert Achcar في شهر نيسان: "تُرتكب في سورية جريمة ضد الإنسانية، وتتحمل الدول الغربية جزءاً كبيراً من المسؤولية لأن عدم تقديم المساعدة إلى شعب في خطر هو جريمة". هل هناك أي رئيس دولة في الأمم المتحدة أو في المفوضية الأوروبية وقف ليقول بأنه لم يعد يقبل ما لا يمكن قبوله؟ لا أحد. ولكن أسوأ ما يمكن حصوله هو الاستسلام. لهذا السبب، اخترنا إعطاء مساحة كبيرة لشهادة دوناتيلا روفيرا Donatella Rovera الدامغة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق