الصفحات

الاثنين، ٢٧ كانون الثاني ٢٠١٤

(مؤيدو ومعارضو الأسد يبدؤون الحوار في جنيف)

صحيفة الليبراسيون 27 كانون الثاني 2014 بقلم جان بيير بيران Jean-Pierre Perrin

     أشار الوسيط الأممي الأخضر الإبراهيمي إلى أن مفاوضات السلام حول سورية تتقدم "بخطوات صغيرة جداً" في جنيف. بالتأكيد، لقد جلس مفاوضو النظام السوري والمعارضة وجهاً لوجه لليوم الثاني على التوالي، ولكن بدون أن يتحدثوا مع بعضهم البعض بشكل مباشر. إذاً، تجري المفاوضات عبر الأخضر الإبراهيمي.
     يسعى الطرفان إلى التفاهم حول إجراءات تهدف إلى بناء القليل من الثقة بينهما، وذلك بسبب عدم إمكانية مناقشة الموضوع الأساسي حول العملية الانتقالية السياسية. ناقش الطرفان يوم السبت 25 كانون الثاني إرسال قوافل إنسانية إلى حمص التي كانت "قلب" التمرد لفترة طويلة، وما زالت بعض أحيائها تقاوم  القوات النظامية التي تقصفها بلا رحمة منذ شهر حزيران 2012. أكد  أحد أعضاء وفد المعارضة في جنيف لؤي صافي قائلاً: "حمص هي امتحان: إذا لم يفتح النظام بعض الممرات، فهذا يعني أن النظام يريد حلاً عسكرياً وليس سياسياً".
     أشار الإبراهيمي إلى أن دمشق بادرت البارحة 26 كانون الثاني بالسماح للنساء والأطفال بمغادرة مدينة حمص "فوراً". يهدف هذا الإجراء إلى أن يُظهر للدول الغربية أن دمشق قادرة على المرونة. وكانت دمشق قد سمحت مؤخراً بدخول الطعام إلى "مخيم" اليرموك المحاصر الذي ربما مات فيه ثلاثة وستون شخصاً بسبب الجوع. نوقشت البارحة مشكلة آلاف المعتقلين والمختطفين والمختفين. كان بيان جنيف 1 الذي يرتكز عليه المؤتمر الحالي ينص على قيام النظام بالإفراج عن المعتقلين. في الوقت الحالي، يتعلق الأمر بتبادل المعتقلين.
     هل وافق النظام على بيان جنيف 1؟ من حيث المبدأ، نعم. ولكنه يختلف مع المعارضة حول تفسيره. يقول معارضو بشار الأسد أن هذا البيان يستوجب بالضرورة رحيل الدكتاتور، بينهما ترفض دمشق هذا السيناريو وتتحدث عن حكومة وحدة وطنية. تؤكد المعارضة أن المفاوضات السياسية على أساس جنيف 1 ستجري اليوم وغداً. أكد لؤي صافي قائلاً: "إن سبب حضورنا ليس فتح ممر هنا أو هناك، بل الحديث عن مستقبل سورية".
     من المحتمل أن تستمر المفاوضات حتى يوم الجمعة 31 كانون الثاني، ثم سيتم استئنافها بعد توقف. لا ينوي أي طرف إغلاق باب المفاوضات، لأنه كما يقول أحد الدبلوماسيين الأوروبيين: "إن الذي يُغلق باب المفاوضات، سوف يتحمل مسؤولية الفشل". بالمقابل، لا يمكن رؤية إلى أين ستؤدي هذه المفاوضات، نظراً للعداء بين الطرفين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق