الصفحات

الخميس، ٩ كانون الثاني ٢٠١٤

(سورية: مؤتمر من أجل لا شيء؟)

مجلة النوفيل أوبسرفاتور الأسبوعية 9 كانون الثاني 2014 بقلم رونيه باكمان René Backmann

     بناء على دعوة من الأمم المتحدة، من المفترض أن يشارك ممثلون عن 26 دولة ووفدي نظام دمشق والمعارضة السورية في افتتاح مؤتمر جنيف 2 بعد أسبوعين، وذلك بهدف السعي إلى مخرج سياسي للحرب الأهلية السورية. تم نقل مكان المؤتمر إلى مدينة مونترو السويسرية لأسباب لوجستية فندقية، من المفترض أن يبني المؤتمر أعماله بشكل أساسي على النتائج المستخلصة من مؤتمر جنيف 1 في حزيران 2012. رفضت دمشق هذه النتائج، وتعترض على لائحة الدولة المدعوة.
     ماذا يمكن الانتظار من هذا المؤتمر؟ لاشيء. كما أن موازين القوى السياسية والعسكرية لا تشجع على المفاوضات بعد ألف يوم من الوحشية التي أدت إلى مقتل مئة وثلاثين ألف شخص. استعاد بشار الأسد المبادرة على الأرض بفضل دعم موسكو والاتفاق الأمريكي ـ الروسي حول تفكيك أسلحته الكيميائية، هذا الاتفاق الذي أخفى استمرار الحرب التقليدية وأظهر محدودية الدعم الغربي للمتمردين. كثف بشار الأسد بدعم من حلفائه الإيرانيين وحزب الله اللبناني القصف المدفعي والضربات الجوية ضد المناطق الخاضعة لسيطرة التمرد بشكل يقتل فيه المدنيين والمقاتلين بدون تمييز.
     انقسمت المعارضة أكثر من أي وقت مضى بين المنظمات في الخارج والكتائب في الداخل، بين الإسلاميين وغير الإسلاميين، وداخل الإسلاميين بين المجموعات المرتبطة بتنظيم القاعدة أو المعارضة له. وتحولت هذه الخصومات إلى مواجهة مسلحة من الآن فصاعداً. إن تحالف الجبهة الإسلامية الذي يضم المجموعات المسلحة الإسلامية هو الأكثر قوة، ويؤيد إقامة نظام ديني سني. استولى هذا التحالف في بداية شهر كانون الأول على قاعدة للجيش السوري الحر ـ الجناح المسلح للائتلاف الوطني ـ وعلى مستودعاته للأسلحة وعلى أرشيفه. كما هو الحال بالنسبة للجبهة الإسلامية، هناك أيضاً تحالفان آخران للمجموعات المسلحة هما: جيش المجاهدين وجبهة الثوار في سورية، وتُقاتل جميع هذه المجموعات في الوقت نفسه ضد نظام دمشق وضد مجموعتين جهاديتين مرتبطتين بتنظيم القاعدة هما: جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام اللتان تنشران الرعب من الشريعة في شمال سورية.

     أكد المجلس الوطني السوري، المكون الأساسي للمعارضة، يوم الجمعة 3 كانون الأول أن المؤتمر "غير مناسب". على الصعيد الميداني، يرفض قادة المتمردين أيضاً بل ويدينون عملية جنيف، ويعتبرونها "مفخخة". وما زال الائتلاف الوطني للمعارضة يتردد في المشاركة في المفاوضات بعد اجتماعه في استانبول يوم الثلاثاء 7 كانون الثاني. إذاً، ما هي الفائدة من الذهاب إلى مونترو؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق