الصفحات

الجمعة، ٢٤ كانون الثاني ٢٠١٤

(أوروبا تُحذر من رحيل الشباب باتجاه سورية)

 صحيفة اللوموند 24 كانون الثاني 2014 بقلم مراسلها في بروكسل جان بيير ستروبانتس Jean-Pierre Stroobants

     سيجتمع وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي في أثينا يوم الجمعة 24 كانون الثاني من أجل التطرق خلال اجتماع غير رسمي إلى مسألة الوجود المتزايد أكثر فأكثر للمقاتلين الأوروبيين إلى جانب المجموعات الجهادية الراديكالية في سورية. يبدو أن الإدارة الأوروبية للعمل الخارجي أصبحت تعتبر هذا الملف كأولوية، واكتسب أبعاداً غير متوقعة بالنسبة للكثير من المسؤولين. قال منسق سياسة مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي جيل دو كيرشوف Gilles de Kerchove: "تشعر أجهزة الاستخبارات الوطنية بقلق لا يمكن إنكاره. أحصينا خلال ذروة النزاع الأفغاني ما بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف مقاتل أجنبي. برأيي، تجاوزنا اليوم الألفي مقاتل في سورية". إنه رقم غير دقيق ولكنه في تزايد.
     تبعث هذه الظاهرة على القلق بسبب عنفها. أصبحت مشاهد القتل وقطع الرؤوس كثيرة على الأنترنت. أكد السيد دو كيرشوف قائلاً: "سيكون من الصعب السيطرة على عودتهم". يبدو أن المراقبة المستمرة على أولئك الذين يعودون ستكون معقدة. اعتبر أحد أجهزة الاستخبارات الأوروبية أن ملاحقة أحد المشتبه بهم أربع وعشرين ساعة يومياً تحتاج إلى عشرين عنصراً.
     أشار أحد المتخصصين الأوروبيين إلى أن الكثير من هؤلاء الشباب الذين ذهبوا سيعودون "إما في حالة اكتئاب نفسي أو في حالة حقد مكبوت. وربما دفعهم أولئك الذين رافقوهم إلى معاقبة الغرب الذي لم يساعد إخوانهم في السلاح". فيما يتعلق بالشاب البلجيكي بريان دومولدر Brian De Mulder الذي اعتنق الإسلام وانضم إلى منطقة المعركة، فقد هدد على الأنترنت بتفجير بمدينة الألعاب السياحية المشهورة في بروكسل Atomium، ثم أشار إلى أنه لن يستطيع الانتظار حتى تاريخ 26 آذار موعد الزيارة الرسمية لباراك أوباما إلى العاصمة البلجيكية.    
     من جهة أخرى، إن الضغوط الأمريكية ليست بعيدة عن إدراك بعض القادة الأوروبية لهذه الظاهرة. تشعر واشنطن بالقلق من الإلغاء التدريجي لنظام تأشيرات الدخول إلى الولايات المتحدة بالنسبة للأوروبيين. وتخشى واشنطن من أن يتمكن أحد المقاتلين من الهروب من الأجهزة الأوروبية وأن يدخل إلى الولايات المتحدة لارتكاب عمليات تفجير.
     بدأت فرنسا وبلجيكا عملاً مشتركاً، وانضمت إليه حوالي عشر دول من أصل 28 دولة في الاتحاد الأوروبي، من أجل التحرك وزيادة الاتصالات مع الأجهزة الأمريكية والكندية والأسترالية والتركية. كما تحاول هذه الدول إقناع شركاءها في منطقة شنغن بمعالجة مسألة عودة المقاتلين.
     لم تحصل الخطة التي أعدها السيد دو كيرشوف عام 2013 على الكثير من الاهتمام حتى أعرب المجلس الأوروبي عن قلقه في شهر كانون الثاني بسبب ارتفاع عدد المقاتلين الأوروبيين الذين يقاتلون في سورية ثلاثة أضعاف خلال ستة أشهر. لم تحصل الخطة على الإجماع، ورفض البرلمان الأوروبي فتح ملفات لركاب الرحلات الجوية. كما أن العلاقات مع بعض الأجهزة في الشرق الأوسط والمغرب العربي ربما تثير الجدل. وسيكون التعاون صعباً مع الشركات التي تفتح خطوط  الأنترنت.

     بالمقابل، هناك إجراءات أخرى ستحصل على المزيد من القبول مثل: المراقبة الأفضل للرحلات المغادرة، الوقاية المبكرة بمشاركة الأجهزة الاجتماعية والشرطة المحلية، وإعداد "رواية مضادة" بمساعدة رجال الدين المسلمين، وتحسين التنسيق بين الدول على صعيد التحليل، وجمع عناصر الأدلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق