الصفحات

السبت، ٢٧ نيسان ٢٠١٣

(أزمة هويّة في الحلف الأطلسي)


صحيفة اللوموند 27 نيسان 2013 بقلم جان بيير ستروبانتس Jean-Pierre Stroobants

     إنها مشكلة عميقة، وربما تكون تمهيداً لأزمة وجودية حقيقية. بدأ البعض داخل مبنى منظمة الحلف الأطلسي في بروكسل بطرح السؤال التالي: "ولكن ما هي فائدتنا الفعلية؟". في الحقيقة، يشعر بعض الأعضاء الأوروبيين في الحلف الأطلسي بالقلق والارتباك بسبب نهاية مهمة الحلف الأطلسي في أفغانستان عام 2014 وغموض المرحلة التالية بعد الانسحاب من أفغانستان، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية والمالية غير المسبوقة. ومن بين المؤشرات الإضافية للصعوبات الحالية: إلغاء قمة رؤساء الدول والحكومات في الحلف الأطلسي بسبب عدم التأكد من مشاركة باراك أوباما.
     قامت جميع الدول الأوروبية تقريباً بتخفيض موازناتها العسكرية منذ عامي 2010 و2011، وانخفضت الموازنة العسكرية الحالية للدول الأوروبية بنسبة 15 % بالمقارنة مع عام 2001. يساهم الأوروبيون حالياً بثلث نفقات الحلف، وستصل هذه النسبة إلى الربع قريباً، وذلك بعد أن كانت تساهم بنصفها قبل عشر سنوات. لهذا السبب، أصبح من الصعب الاستمرار بالعمل على المدى الطويل كمنظمة واحدة وتوافقية. لقد ظهرت الكثير من الخلافات السياسية داخل الحلف أثناء الحرب في ليبيا، وأشار الحلف إلى نواقص وأخطاء هذه الحرب في مجال:  التموين في الجو ووسائل الإستخبارات وبعض  الأخطاء الفنية في القضاء على وسائط الدفاع الجوي المعادية ونقص الذخيرة بالنسبة للجنود الدانماركيين.
     غاب الحلف الأطلسي عن الحرب في مالي. وفيما يتعلق بالنزاع السوري، اكتفى بنشر الصواريخ في تركيا وإعداد الخطط في حال الحاجة. يملك الحلف قوة تدخل سريع منذ عام 2002، ولكنها لم تتدخل في أي مكان.
     تشعر واشنطن بالشك حيال وجود رغبة أوروبية حقيقية لتحمل المزيد من المسؤوليات، وحيال الفائدة الحقيقية من الدول الأوروبية في تسوية النزاعات في الشرق الأوسط أو في آسيا مستقبلاً. ولكنها تنظر بعين الرضى إلى الجانب الاقتصادي من مشروع تطوير أعمال التعاون والتمويل المشترك بشكل يؤدي إلى بيع المزيد من المعدات الأمريكية وفرض نموذج "صُنع في الولايات المتحدة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق