الصفحات

الثلاثاء، ٢ نيسان ٢٠١٣

(إيران تُدرّب الميليشيات من أجل ما بعد الأسد)


صحيفة الفيغارو 2 نيسان 2013 بقلم جورج مالبرونو Georges Malbrunot

     أطلق عليه مؤسسوه اسم "الجيش الشعبي". إنه يتألف من خمسين ألف رجل تقريباً أغلبهم من السوريين الشيعة أو العلويين. الهدف المباشر لهؤلاء الرجال هو العمل على حماية السلطة من السقوط في وجه المتمردين السنة. تم اختيار هؤلاء المقاتلين من بين لجان الدفاع الشعبية والشبيحة، أي الميليشيات التي تقف إلى جانب جيش لم يعد باستطاعته القتال على جميع جبهات التمرد في الوقت نفسه. تم تدريب أفضل العناصر في هذه الميليشيات من قبل حزب الله اللبناني وقوة القدس التي تُمثل الجناح الخارجي لحرس الثورة الإيراني الذي يزداد تواجده أكثر فأكثر في سورية لدعم الأسد.
     اكتشف الأمريكيون وجود "الجيش الشعبي" في شهر آب الماضي، وكان وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا يُشير إلى أن "إيران تسعى إلى تطوير وتدريب ميليشيا داخل سورية للقتال تحت اسمها". وبعد شهر من ذلك، أكد قائد حرس الثورة الجنرال محمد علي جعفري خلال مؤتمر صحفي أن حليفه السوري "ليس بحاجة إلى دعم خارجي للحفاظ على أمن سورية، لأنه يوجد هناك خمسين ألف رجل يُقاتلون إلى جانبها في الجيش الشعبي". أصبحت هذا الاتهامات دقيقة بما فيه الكفاية في شهر كانون الأول لكي يقوم وزير الخزانة الأمريكي بوضع الجيش الشعبي على لائحة المؤسسات السورية المُعاقبة. وتتهم واشنطن منذ ذلك الوقت قوة القدس "بتدريب وتجهيز وتمويل الجيش الشعبي بملايين الدولارات".
     يساهم في تدريب الجيش الشعبي بعض قادة الحركة الشيعية العراقية المُرتبطة بإيران بالإضافة إلى قادة حزب الله. إنهم يقدمون المساعدة لحماية القرى الشيعية في منطقة حلب مثل: نبل والزهراء المحاصرة منذ عدة أشهر من قبل المتمردين السنة، وقد بدأت أعلام حزب الله تظهر في هذه المنطقة. لقد تم تأسيس الجيش الشعبي كعامل لنقل النفوذ الإيراني إلى سورية عندما يخسر الأسد السلطة، بالإضافة إلى مساهمته في تخفيف الضغط عن الدكتاتور. يسعى النظام الإيراني الصلف ولكن البراغماتي إلى بناء شبكة من الحلفاء المستعدين للدفاع عن مصالحه في سورية عندما يُسيطر عليها السنة المُقربون من السعودية أو قطر، وذلك حتى ولو كانت إيران ما زالت تستبعد رسمياً فرضية سقوط النظام السوري.
     أدى ضعف الجهاز الأمني السوري في الأشهر الأخيرة إلى تعزيز سيطرة الإيرانيين الذين أصبحوا يتواجدون الآن داخل الجهاز الأمني لبشار الأسد شخصياً، وذلك بعد أن ساعدوا في تدريب وتأهيل لجان الدفاع الشعبية. قامت طهران سابقاً بتقديم خبرتها في مجال مراقبة الأنترنت والاتصالات، ثم تسارعت في الأشهر الأخيرة وتيرة إرسال الأسلحة إلى دمشق عبر المجال الجوي العراقي.
     تُراقب إسرائيل عن كثب هذا التدخل الإيراني المتزايد في سورية، ولم تتردد في اغتيال حسن الشاطري، أحد الرجال المحوريين في التورط الإيراني في سورية ولدى حزب الله، في كمين على الطريق بين دمشق وبيروت في شهر شباط. كان حسن الشاطري على اتصال وثيق مع قائد قوة القدس في دمشق محمد رضا زاهدي الذي التقى به قبل اغتياله بفترة قصيرة بتاريخ 5 شباط.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق