الصفحات

السبت، ٢٧ نيسان ٢٠١٣

(الولايات المتحدة تؤكد استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل بشار الأسد)


صحيفة اللوموند 27 نيسان 2013 بقلم مراسلتها في واشنطن كورين لينس Corine Lesnes

     اعترف البيت الأبيض للمرة الأولى بما كان شركاؤه يحاولون إقناعه به منذ عدة أسابيع: أي أنه تم استخدام أسلحة كيميائية في سورية، الأمر الذي قد يؤدي إلى تدخل أمريكي في النزاع. جاء هذا الاعتراف في رسالة موجهة إلى السيناتور جون ماكين وبعض زملائه الذين طلبوا من البيت الأبيض قبل يوم واحد من هذه الرسالة بعض المعلومات حول تأكيد أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والفرنسية والبريطانية بأن قوات بشار الأسد استخدمت الأسلحة الكيميائية.
     قام وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل الذي يزور أبو ظبي بقراءة الجواب الحذر جداً للبيت الأبيض، وأشار هذا الجواب إلى أن: "أجهزة الاستخبارات الأمريكية، وبدرجات مختلفة من اليقين، توصلت إلى نتيجة مفادها أن النظام السوري استخدم الأسلحة الكيميائية على مستوى صغير في سورية، ولاسيما غاز الساران". برر أحد المسؤولين الأمريكيين هذا الحذر بأخطاء أجهزة الاستخبارات حول أسلحة الدمار الشامل في العراق عامي 2002 و2003، وقال: "نظراً لسوابقنا في جمع المعلومات حول أسلحة الدمار الشامل، من المهم التأكد من الوقائع".
     أكد البيت الأبيض أنه يملك معلومات مبنية على أساس عينات فيزيولوجية، ولاسيما نتائج فحوص الدم للضحايا، ولكنه لا يستطيع اعتبار هذه العينات برهاناً مطلقاً على استخدام الغاز. كما رفض البيت الأبيض تأكيد ما قاله وزير الخارجية جون كيري حول استخدام الأسلحة الكيميائية في مكان ثاني غير حلب.
     أشار بارك أوباما في شهر آب 2012 إلى أن استخدام الأسلحة الكيميائية يُشكل "خطاً أحمراً" بالنسبة للولايات المتحدة، وأن نتائجه ستكون "كبيرة جداً". أشار مسؤول رفيع المستوى إلى أنه لهذا السبب بالتحديد "نحن نتعامل بجدية مع هذا الخط الأحمر"، وأن القرار يجب أن يكون مبنياً على وقائع مؤكدة، وأضاف أنه إذا تأكد ذلك فإن "جميع الخيارات مطروحة على الطاولة".
     يعتبر بعض أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الجمهوري والديموقراطي أنه تم تجاوز الخط الأحمر، ويطالبون بإقامة منطقة أمنية أو ممر إنساني على طول الحدود الشمالية، وتوفير حمايتها عن طريق فرض حظر جوي. يُعارض "الواقعيون" أيّ استعجال ما دامت المصلحة الوطنية غير مهددة، وحذروا الذين يدعون إلى الحرب مُشيرين إلى أن الطيران السوري هو من بين الأكثر قوة في المنطقة، وطرحوا السؤال حول معرفة ما هو الأساس القانوني لمثل هذا التدخل، وما هو المعنى من إقامة ممر إنساني في شمال سورية، في الوقت الذي يوجد فيه أيضاً سكان مدنيون مُهددون في جنوب سورية؟
     تريد إدارة أوباما تكثيف الضغوط، ولاسيما على موسكو لكي تستطيع الأمم المتحدة التحقيق ميدانياً. كما أعد البنتاغون خططاً عاجلة ونشر مئة رجل من القوات الخاصة في الأردن. يستشير باراك أوباما حلفاءه في المنطقة كثيراً، فقد  استقبل أمير قطر وسيستقبل ملك الأردن يوم الجمعة 26 نيسان في البيت الأبيض. كما سيستقبل جون كيري نظراءه العرب بتاريخ 29 نيسان، ويتضمن جدول الأعمال سورية وعملية السلام الإسرائيلية ـ الفلسطينية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق