الصفحات

الأربعاء، ١٠ نيسان ٢٠١٣

(سورية: تنظيم القاعدة في العراق يدعم جبهة النصرة)


صحيفة الليبراسيون 10 نيسان 2013 بقلم لوك ماتيو Luc Mathieu

     كانت العلاقات معروفة بين جبهة النصرة، المجموعة الجهادية الناشطة في سورية، وبين تنظيم القاعدة في العراق، ولكنها أصبحت رسمية من الآن فصاعداً. صرّح رئيس تنظيم القاعدة في العراق أبو بكر البغدادي في بيان نشرته المواقع الجهادية: "حان الوقت للإعلان أمام العالم بأسره أن جبهة النصرة هي في الحقيقة فرع للدولة الإسلامية في العراق. قمنا بإعداد خطط وسياسات عمل، وأعطينا المال، وقدمنا الدعم البشري".
     قامت الولايات المتحدة في شهر كانون الأول الماضي بتصنيف جبهة النصرة كمنظمة إرهابية. ظهرت جبهة النصرة في شهر كانون الثاني 2012، وتميّزت فوراً عن بقية المجموعات المتمردة وعن الجيش السوري الحر الذي يتكون بمعظمه من المنشقين، وذلك عن طريق ارتكاب عمليات التفجير الانتحارية في المدن السورية الرئيسية ومنها دمشق. يُعتبر أيضاً أن عناصرها أكثر انضباطاً وخبرة بالحرب. قاتل بعض عناصرها، أحياناً أجانب، سابقاً في العراق أو أفغانستان ضد الجيش الأمريكي. ولكن تبقى علاقاتهم محدودة في أغلب الأحيان مع الجيش السوري الحر، وما زالت الاصطدامات بينهما شائعة. وفي أحيان كثيرة، تبنت جبهة النصرة والجيش السوري الحر كل منهما على حدة مسؤولية إحدى العمليات.
     يمكن تفسير هذه الاختلافات جزئياً بالهدف الذي تسعى إليه جبهة النصرة وهو: إقامة دولة إسلامية، في حين أن الجيش السوري الحر يكتفي بطرد بشار الأسد من السلطة. كما أن وجود الجهاديين داخل حركة التمرد يُعطي المصداقية لفرضية الحكومة السورية التي تُصنّف المعارضين كـ "إرهابيين" منذ بداية التمرد في شهر آذار 2011.
     من سخرية القدر أن النظام دعم لفترة طويلة تنظيم القاعدة في العراق، وسمح له بالإقامة داخل معسكرات بالقرب من الحدود العراقية أثناء الغزو الأمريكي، الأمر الذي سمح بعبور الجهاديين الأجانب الذين جاؤوا لمهاجمة الأهداف الأمريكية في بغداد. أشارت الوثائق التي كشفت عنها  الويكيليكس Wikileaks أن آصف شوكت، مدير أجهزة المخابرات وزوج أخت بشار الأسد، كان يقوم بإدارة العلاقات بين الحكومة السورية وتنظيم القاعدة في العراق. في إحدى هذه الوثائق، تنبأ الجنرال الأمريكي دافيد بتراوس عام 2008 أن مقاتلي تنظيم القاعدة في العراق سينقلبون يوماً ما ضد النظام. أصبح ذلك رسمياً من الآن فصاعداً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق