الصفحات

السبت، ٢٧ نيسان ٢٠١٣

(توغّل قطري في فرنسا)


افتتاحية صحيفة الليبراسيون 27 نيسان 2013 بقلم فابريس روسلو Fabrice Rousselot

     لا يمكن لأي شخص في فرنسا أن يتجاهل الشهية القطرية الجشعة. جعلت هذه الإمارة الصغيرة من فرنسا مكانها المُفضل لاستثمار أموالها خلال السنوات الثلاث الأخيرة. لقد اشترت نادي كرة القدم في العاصمة الفرنسية ومحلات Printemps الفخمة بالإضافة إلى توغلها في الضواحي الفرنسية ومساعداتها إلى الشركات الفرنسية الصغيرة والمتوسطة الحجم وحتى تقديم عروض عمل للرئيس الفرنسي السابق.
     يكشف التحقيق الذي ننشره اليوم عن جانب آخر من الطموحات القطرية: أي اهتمامها الواضح جداً بالإسلام في فرنسا وبالمسلمين الفرنسيين الأكثر عدداً في أوروبا. بالتأكيد، حاولت المغرب والسعودية ودول أخرى وما زالت تحاول التلاعب بالإسلام الفرنسي المعروف بعدم تنظيمه وقابليته للتأثر. ولكن قطر تتحرك بنشاط داخل الإسلام الفرنسي وبالوسائل التي تملكها، الأمر الذي يُعطينا الحق بمراقبة ما تقوم به عن كثب، وبشكل خاص قيامها بتوظيف المبعوثين ذات السمعة السيئة وتحالفها العلني مع الإخوان المسلمين من أجل خدمة التبشير بإسلام ليبرالي جداً على الصعيد الإقتصادي، ولكن مُحافظ جداً على الصعيد الاجتماعي. إنه نوع من "الواقعية الإسلاموية" المبنية على سلطة المال، وتزداد فعاليته لدى الجيل الجديد من الشباب المسلمين، كرة القدم على سبيل المثال، فالهالة التي يتمتع بها لاعبي كرة القدم في نادي العاصمة الفرنسية إبراهيموفيتش وبيكام يمكن أن تلعب دوراً في توحيدهم مثل الدور الذي تلعبه خطبة الجامع. إن مثل هذا التوغل يستحق بلا شك أن يكون أقل غموضاً وأكثر خضوعاً لرقابة دولة علمانية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق