الصفحات

الأربعاء، ٢ كانون الثاني ٢٠١٣

(أوباما الثاني)


      يتمثل طموح باراك أوباما من الآن فصاعداً بدخول التاريخ وتغييره سواء على الصعيد الداخلي من خلال وضع قيود على شراء الأسلحة، أو على الصعيد الخارجي من خلال تبرير حصوله على جائزة نوبل للسلام قبل الآوان. إن هذه الجائزة تمر مرة أخرى عبر الشرق الأوسط والنزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني. هناك استمرارية موضوعية بين التحدي الأساسي الداخلي والتحدي الأساسي الخارجي أمام الولايات المتحدة: إنه في الحالتين الرقابة على الأسلحة. وفي  الحالتين، هناك حاجة طارئة للتحرك بسرعة.
     يُشير العديد من الخبراء إلى أن إيران تحتاج إلى عدة أشهر أو حتى عدة أسابيع للوصول إلى العتبة النووية. إذاً، لم يعد هناك مجال لإضاعة الوقت أمام باراك أوباما، إذا كان يريد فرض تسوية على الأطراف الأساسية المتصارعة على الأرض. هل يستطيع ربط إشكالية الملف النووي الإيراني مع تطور النزاع السوري، ومع البحث عن حل للنزاع بين إسرائيل وفلسطين في إطار مؤتمر دولي، وفقاً لما اقترحه بعض الخبراء ومنهم جان دافيد ليفيت Jean- David Levitte، المستشار الدبلوماسي السابق لنيكولا ساركوزي؟
     يمكن تلخيص المعضلة التي يواجهها باراك أوباما على الشكل التالي: بعد ثماني سنوات من الحروب المُكلفة التي أضعفت الولايات المتحدة داخلياً وخارجياً، فقد أصبحت بحاجة إلى فترة لترميم قوتها، وهذا يفترض أن تقوم واشنطن بتكريس جهودها لتضميد جراحها، وتعزيز قوتها على جميع الجبهات الداخلية لتخفيض ديونها وتحديث بنيتها التحتية. ولكن العالم لن ينتظر الولايات المتحدة حتى تُعزز قوتها.
     على الرغم من عدم وجود تهديدات شبيهة بالتهديد السوفييتي أثناء الحرب الباردة، لا يوجد إلا الولايات المتحدة كقوة حقيقية لمواجهة الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية و... .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق