الصفحات

الاثنين، ٧ كانون الثاني ٢٠١٣

(الأسد يُوجّه إلى السوريين خطاب القلعة المحاصرة)


صحيفة الفيغارو 7/1/2013  بقلم إيزابيل لاسير Isabelle Lasserre

     يبدو أن انكار الحقيقة والتعامي والأعراض المزمنة للمؤامرة هي أسهم العديد من الحكام الدكتاتوريين من صدام حسين إلى سلوبودان ميلوسيفيتش مروراً بمعمر القذافي. لم يشذ بشار الأسد عن هذه القاعدة، وهو في أعلى قلعته المحاصرة، يوم الأحد 6 كانون الثاني في كلمته الأولى منذ شهر حزيران الماضي.
     أنكر الرئيس السوري وجود الثورة التي تتحدى سلطته منذ حوالي السنتين، وكان مُتحدياً وهجومياً وصلباً في بذلته الرسمية وربطة عنقه خلال ساعة من الزمن تقريباً. واعتبر أن النزاع ليس مواجهة بين السلطة والمعارضة بل "بين الوطن وأعدائه" وجميع "إمعات الغرب" الذي يريد تقسيم سورية.
     استبعد بشار الاسد مغادرة السلطة كما تُطالب المعارضة وجزء من المجتمع الدولي، كما استبعد ببساطة أي تفاوض مع المعارضة المسلحة. لقد اعتبر أن العملية الانتقالية لا يمكن أن تتم إلا عبر "الوسائل الدستورية" أي الانتخابات. كما أن "الحوار الوطني" الذي دعا إليه، لا يمكن أن يتم مع "العصابات التي تتلقى أوامرها من الخارج".
ـ لقد أشار إلى أن سورية "تقبل النصائح وليس الأوامر". ولكن المتمردين تقدموا على الأرض في شمال وشرق سورية منذ مقابلته الأخيرة مع الصحافة الروسية، كما فرض الإئتلاف الوطني السوري نفسه على الساحة الدولية. إذاً، لم يكن غريباً الرفض الفوري لـ "خطة السلام" التي اقترحها بشار الاسد. لقد  اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ أن كلمة الرئيس السوري ذهبت إلى ما هو أبعد من النفاق. وتأسفت برلين من أنه لم يُعبّر عن "وجود أي فهم جديد". كما اعتبرت المعارضة السورية أن هذه الكلمة تهدف بشكل خاص إلى معارضة الاتفاق الدولي المدعوم من الدول العربية والغربية الذي يعتبر استقالة الرئيس شرطاً مسبقاً لأي تفاوض.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق