الصفحات

الجمعة، ٤ كانون الثاني ٢٠١٣

(المتمردون يُشددون ضغطهم على القواعد العسكرية في الشمال)


صحيفة اللوموند 4/1/2013 بقلم كريستوف عياد Christophe Ayad

     قام المتمردون بتركيز هجماتهم يوم الأربعاء 2 كانون الثاني على آخر أكبر قاعدتين عسكريتين للنظام في شمال سورية وهما: قاعدة تفتناز في منطقة إدلب وقاعدة وادي ضيف العسكرية بالقرب من معرة النعمان. إن قاعدة وادي ضيف محاصرة منذ شهر تشرين الأول 2012، وتتعرض لهجوم كبير منذ أسبوع من قبل مقاتلي جبهة النصرة. أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أنه ربما قُتِل مقاتل استرالي في هذا الهجوم.
     ما زالت المعارك العنيفة مستمرة في حلب، ولكن التقدم الذي يحققه المتمردين في ريف حلب، يؤدي تدريجياً إلى عزل الجيش الحكومي الذي يواجه صعوبة في تلقي المساعدات والذخيرة. كما تم إغلاق مطار حلب الدولي يوم الثلاثاء 1 كانون الثاني للمرة الأولى.
     تعرض الصحفي الأمريكي المستقل جيمس فولي James Foley (39 عاماً) للخطف بالقرب من إدلب بتاريخ 22 تشرين الثاني 2012. كان جيمس فولي يعمل مع وكالة الصحافة الفرنسية AFP. دخل جيمس فولي إلى سورية بشكل غير شرعي عبر الحدود التركية لأن أغلب الصحفيين محرومين من الحصول على تأشيرات لدخول سورية من قبل نظام دمشق. لا أحد يعرف فيما إذا كان جميس فولي بأيدي الجيش السوري أم الميليشيات المقربة من النظام أم إحدى المجموعات المتمردة التابعة للجيش السوري الحر. كان جيمس فولي قد تعرض للأسر لمدة ستة أسابيع من قبل نظام القذافي عام 2011 عندما تم القبض عليه على خط المواجهة في مدينة بنغازي.
     قام الجيش بتكثيف غاراته الجوية على منطقة دمشق تحت ضغط الجيش السوري الحر، مما أدى إلى وقوع العديد من الضحايا. كما قُتِل وجُرِح عشرات الأشخاص، من بينهم بعض المتمردين، يوم الأربعاء 2 كانون الثاني بسبب انفجار محطة للبنزين في المليحة التي تعرضت لقنبلة ألقتها إحدى الطائرات، أو لقذيفة حسب بعض الشهادات. تقع المليحة على حدود دمشق، وأقام المتمردون قواعدهم الخلفية فيها. كما أدت إحدى القنابل الجوية إلى مقتل 12 شخصاً من عائلة واحدة في معضمية الشام، أغلبهم من الأطفال.
     أعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان للأمم المتحدة أنها أحصت مقتل 59646 قتيلاً في سورية منذ 15 آذار 1011 وحتى نهاية تشرين الثاني 2012. هذه الحصيلة أكبر من أرقام المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار إلى مقتل أكثر من 46000 شخصاً خلال 21 شهراً، ولكن هذه الحصيلة لا تشمل المُختفين والمُعتقلين ولا أغلب القتلى في صفوف الشبيحة ولا المقاتلين الأجانب. كما قال مدير هذا المرصد رامي عبد الرحمن: "لا يقوم المتمردون والجيش بالكشف عن العدد الحقيقي لقتلاهم لكي لا يُضعفوا معنويات قواتهم"، واعتبر أن عدد القتلى يمكن أن يتجاوز مئة ألف قتيل إذا تمت إضافة جميع فئات القتلى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق