الصفحات

الجمعة، ١٥ آذار ٢٠١٣

(الولايات المتحدة تتقدم ببطىء على الملف السوري)


صحيفة الليبراسيون 15 آذار 2013 بقلم مراسلتها في واشنطن لورين ميلو Lorraine Milot

     ما زال الجواب الأمريكي بعد سنتين من بداية الحرب الأهلية في سورية يقتصر على: القيام بشيء ما، ولكن بدون التورط كثيراً، وضمان أن ذلك لن يؤدي إلى تفاقم الوضع بشكل أكبر. أدى ذلك إلى جعل الموقف الأمريكي غير مقروء وأعطى نتائج معاكسة.
     أعلن جون كيري للمرة الأولى أن الولايات المتحدة ستساعد الجيش السوري الحر بشكل مباشر عن طريق تقديم بعض الوسائل "غير القاتلة". أعاد جون كيري تفعيل الفكرة القائلة "بتغيير المعادلة بالنسبة للأسد" عبر إعطاء دفعة إضافية للمعارضين على الأرض لكي يُجبر النظام على التفاوض على مرحلة انتقالية. قال أحد الدبلوماسيين الأوروبيين: "لهذا السبب، إن وزارة الخارجية الأمريكية سعيدة برؤية البريطانيين والفرنسيين يذهبون باتجاه تسليح المعارضين. إن الأمريكيين يُفكرون مثلنا، ويريدون ضمان عدم وقوع الأسلحة بأيدي المتطرفين. ولكنهم ليسوا منزعجين من هذا الضغط الذي يمارسه حلفاؤها".
     قال المعارض رضوان زيادة: "إن الخطوة البريطانية والفرنسية نحو تسليح المعارضة السورية سيكون لها تأثير كبير على الأمريكيين الذي ما زالوا يعيدون تقويم سياستهم. لا يمكن القول أنه منعطف كبير، وسياستهم غامضة دوماً، ولكن آمل أن تؤدي القرارات البريطانية والفرنسية إلى فتح الطريق أمام دعم عسكري أمريكي".
     هناك بعض المؤشرات الأخرى التي تدل على تعزيز نشاط واشنطن على الأرض: لقد كشفت صحيفتا ديرشبيغل الألمانية والغارديان البريطانية أن الأمريكيين يقومون بتدريب مقاتلي الجيش السوري الحر في الأردن، وذلك بمساعدة ضباط فرنسيين وبريطانيين. كما أشارت النيويورك تايمز إلى أن الولايات المتحدة قامت بدور "غير واضح" في تسليم الأسلحة الكرواتية التي اشترتها السعودية، ووصلت إلى المتمردين منذ شهر كانون الأول.
     إذا كان وزارة الخارجية الأمريكية قد وضعت سورية على رأس أولوياتها منذ وصول جون كيري، فإنه لا شيء يدل على أن الإدارة الأمريكية مستعدة للقيام بـ "منعطف كبير"، فقد قالت منى يعقوبيان Mona Yacoubian، الخبيرة في مركز Stimson بواشنطن: "أنا أرى حركة نوعية وليس منعطفاً كبيراً. هناك إدراك بأن الوضع يتدهور بسرعة، وأن هناك حاجة طارئة، ولكن الفوضى على الأرض تحض أيضاً على الحذر. لا أرى في المستقبل القريب أن الإدارة الأمريكية مستعدة لتسليح المعارضة السورية".
     أشار دبلوماسي غربي إلى أن مستشاري باراك أوباما في البيت الأبيض ما زالوا حذرين، وقال: "لقد حددوا عقيدة، ويجدون حالياً صعوبة في الخروج من أفغانستان، وما زالوا خائفين من دوامة التصعيد. ولهذا السبب لا يريد رئيس الإئتلاف الوطني السوري معاذ الخطيب الذهاب إلى واشنطن والعودة فارغ اليدين".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق