الصفحات

الاثنين، ٤ آذار ٢٠١٣

(الملف النووي الإيراني: تفاؤل إيراني مُبالغ به)


صحيفة اللوموند 2 آذار 2013  بقلم كريستوف عياد Christophe Ayad

     إنه اجتماع "مفيد"، هذه هي الكلمة التي اتفق عليها ممثلو دول مجموعة الستة (الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن وألمانيا) لوصف الاجتماعات التي جرت يومي 26 و27 شباط في كازاخستان مع إيران. أسرّ أحد الدبلوماسيين الغربيين قائلاً: "إنه اجتماع مفيد لأنه تم الاتفاق على موعد آخر في المكان نفسه يومي 5 و6 نيسان القادمين. ولكنه ليس ايجابياً ولا سلبياً".
     عادت مجموعة الستة إلى طاولة المفاوضات بعد ثمانية أشهر من الانقطاع، وقدمت عرضاً جديداً يتضمن بعض الليونة بالمقارنة مع المفاوضات السابقة غير المثمرة. اقترحت مجموعة الستة رفع بعض العقوبات، ولاسيما المتعلقة  بالصادرات على الذهب والمعادن الثمينة، مقابل وقف تخصيب اليورانيوم بدرجة 20 % وإطفاء الأجهزة في موقع فوردو لتخصيب اليورانيوم والتخلص من مخزون اليورانيوم المخصب بدرجة 20 %. اعتبر مصدر مُقرّب من المفاوضات أن هذا العرض هو "إجراء لبناء الثقة، ويمكن تجديده كل ستة أشهر. ويهدف إلى إقامة مناخ من الارتياح بشكل يسمح بمناقشة الملف بشكل جوهري وربما تحقيق خطوات أخرى إلى الأمام".
     للأسف، رد سعيد جليلي، المبعوث الخاص للمرشد الأعلى في إيران، على العرض المُقدّم من مجموعة الستة بتكرار الطلبات الإيرانية السابقة وهي: رفع جميع العقوبات الاقتصادية والمالية والاعتراف بحق إيران في تخصيب اليورانيوم إلى درجة 20 %، وحتى في موقع فوردو المبني داخل جبل بالقرب من مدينة قم، الأمر الذي يجعله موقعاً حصيناً. تؤكد إيران أنها تقوم بتخصيب اليورانيوم إلى درجة 20 % بهدف تغذية المفاعل النووي التجريبي المُخصص للأبحاث الطبية.
     إذاً، ليس هناك شيء جديد في هذا الاجتماع باستثناء تبادل الوثائق التي سيُناقشها الخبراء لدى الجانبين في استانبول بتاريخ 18 آذار. قال أحد الدبلوماسيين: "هناك إرادة إيرانية واضحة بترك الباب مفتوحاً، لأنه ما دامت العملية السياسية مفتوحة، فإن الخيار العسكري لن يكون مطروحاً". كما أن بنيامين نتنياهو لم ينجح حتى الآن بتشكيل حكومته، وخرج ضعيفاً من الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة.
     تعتبر إيران أن اقتراح مجموعة الستة هو بداية الاعتراف بضعفها، ووصفت الاجتماع في كازاخستان بأنه "منعطف هام في المفاوضات". لقد أعلنت طهران خلال الأسبوع الذي سبق المفاوضات عن تشغيل جيل جديد أكثر كفاءة من أجهزة الطرد المركزية، وأصبحت تملك الآن 167 كغ من اليورانيوم المخصب من أصل 250 كغ الضرورية لانتاج سلاح نووي.
     يمكن تفسير هذا التفاؤل الإيراني بالحملة الانتخابية الرئاسية المرتقبة في شهر حزيران، ولكن هذا التفاؤل سيتراجع بعد تبني عقوبات أمريكية وأوروبية جديدة. لقد تم طرح مشروع قانون في مجلس النواب الأمريكي يسمح بفرض عقوبات على الأشخاص الذين يزودون إيران بالمعدات الأساسية لعمل الاقتصاد الإيراني مثل: تجهيزات السكك الحديدية والمناجم والكهربائية.       
        

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق