الصفحات

الأربعاء، ٦ آذار ٢٠١٣

(المتمردون السوريون يُسيطرون على مدينة الرقة في شمال سورية)


صحيفة اللوموند 6 آذار 2013 بقلم مراسلها في بيروت خالد سيد مهند Khaled Sid Mohand

     وقعت مدينة الرقة بأيدي المتمردين يوم الاثنين 4 آذار، وقام الناشطون بتصوير مظاهر الفرح في هذه المدينة ونشرها على اليوتوب. أظهر أحد هذه الأفلام بعض الرجال وهم يضربون بالأحذية تمثال حافظ الأسد بعد تفكيكه. وأظهر فيلم آخر كتيبة الحسن، إحدى الكتائب التي شاركت في الاستيلاء على الرقة، وهي تتجول في المدينة بسيارة بيك آب أمام المُتسكعين المبتهجين أو المذعورين على الأرصفة. قام بالاستيلاء على المدينة تحالف من المجموعات المسلحة التي يرتبط بعضها بجهاديي جبهة النصرة التي كانت سبب سقوط الرقة. أظهرت الأفلام المنشورة أن مقر المحافظة والشرفة التي أطل منها بشار الأسد عام 2011 ليُهلل له المتظاهرين، قد سقط أيضاً بأيدي المتمردين. وفي مساء يوم الاثنين 4 آذار، تمت محاصرة مقرات أجهزة المخابرات الجوية المعروفة بوحشيتها وتعذيبها.
     يُشكل سقوط المدينة ضربة قوية للجيش النظامي الذي كان يبدو أنه يستعيد تقدمه تجاه المتمردين في شمال غرب سورية. لقد استطاع الجنود النظاميون يوم الجمعة 1 آذار استعادة السيطرة على الطريق الواصل بين حماة ومطار حلب الدولي، الأمر الذي سيسمح بإيصال التعزيزات إلى القوات النظامية المحاصرة من قبل المتمردين. إن سيطرة المتمردين على الرقة سيساهم في فك العزلة عن مدينة دير الزور الواقعة على مسافة 105 كم، ويمكن أن تفتح أمامها ممراً من التعزيزات العسكرية بالأسلحة والذخيرة يصل حتى تركيا. إذا نجح المتمردون بالحفاظ على مواقعهم، فسوف يُسيطرون على منطقة واسعة ذات أهمية إستراتيجية كبيرة بسبب الموارد الطبيعية الهامة الموجودة فيها.
      كان المتمردون قد نجحوا بتاريخ 4 شباط بالاستيلاء على ثالث أهم سد هيدرو ـ كهربائي على نهر الفرات، وسيطروا بذلك على توزيع المياه  والكهرباء إلى العديد من المناطق السورية. وبعد حوالي عشرة أيام من هذا التاريخ، استولى المتمردون على حقل الجبيسة النفطي في منطقة الحسكة. يعاني سكان هذه المنطقة من الفقر المزمن على الرغم من كثرة الموارد الطبيعية فيها. كانت مدينة الرقة تتلقى المساعدة من البرنامج الغذائي الدولي ومن الإغاثة الإسلامية بسبب الجفاف الذي أصاب المنطقة خلال عدة سنوات متتالية، وذلك قبل بداية الثورة بعدة سنوات. كما تدفق على الرقة أعداد كبيرة من النازحين (800.000 نازح) القادمين من منطقة حلب ومدينة دير الزور.
      يمكن أن يتحول هذا الوضع المتزعزع إلى كارثة إنسانية إذا تعرضت المدينة إلى نيران طائرات النظام. يوجد حالياً حوالي مليون نسمة في الرقة، ولم يعد هناك مدن أخرى يلجوؤن إليها حول الرقة. لقد أشار السكان بعد ظهر يوم الاثنين 4 آذار إلى تحليق طائرة مقاتلة فوق المدينة، كما أن الرسائل التي نشرها سكان المنطقة على الفيسبوك تُحذّر المتمردين من قافلة دبابات في طريقها إلى المدينة.
      إن وجود المجموعات المسلحة في شمال سورية يُثير قلق السلطات العراقية التي تخشى من انتقال العدوى إلى داخل الأراضي العراقية. لقد قُتِل 48 جندي سوري جريح ومجردين من سلاحهم يوم الاثنين 4 آذار داخل الأراضي العراقية التي لجؤوا إليها بعد مواجهات عنيفة بالقرب من مركز يبرود (yaabroud) الحدودي. لقد قُتِل هؤلاء الجنود في كمين داخل الأراضي العراقية عندما كانوا يتجهون بمرافقة الجنود العراقيين إلى مركز الوليد الحدودي الذي تُسيطر عليه قوات الأمن التابعة للنظام السوري. أشار الناطق الرسمي باسم رئيس الحكومة العراقي إلى مقتل تسعة جنود عراقيين في هذا الكمين، وحمّل مسؤوليته إلى مجموعة إرهابية سورية تسللت إلى الأراضي العراقية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق