الصفحات

الأحد، ١٧ آذار ٢٠١٣

(نظام دمشق ما زال يُعرقل المساعدة الإنسانية)


صحيفة الفيغارو 16 آذار 2013 بقلم إديت بوفييه Edith Bouvier

     قال الناطق الرسمي باسم اتحاد المنظمات السورية للإغاثة الطبية عبيدة المفتي: "يموت مئات الأشخاص يومياً تحت القنابل أو بسبب نقص المعالجة. بالنسبة للمنظمات الإنسانية العاملة على الأرض، إن غياب الحل الدبلوماسي لا يجب أن يمنع التوقيع على اتفاق في مجال المساعدة".
     قالت رئيسة منظمة أطباء بلا حدود ماري بيير ألي Marie-Pierre Allie: "تُعطى الموافقات لدخول المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة بشكل محدود جداً. هناك ثمانية منظمات غير حكومية فقط يحق لها العمل في سورية، ولكن منظمة أطباء بلا حدود ليست منها لأننا لم نكن موجودين قبل النزاع. إن فرقنا مُجبرة على التدخل بشكل غير شرعي مع كل الأخطار التي ترافق ذلك".
     أسرّ أحد أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر قائلاً: "إن هامش المناورة محدود جداً حتى بالنسبة للمنظمات التي حصلت على الخاتم الرسمي. إنها مجبرة على العمل عبر الهلال الأحمر العربي السوري الذي يتعرض لانتقادات كثيرة من قبل المعارضة بسبب تبعيته للسلطة السورية. إن الاتفاق مع دمشق لا يعني بأي حال من الأحوال أننا سنستطيع التنقل بسهولة في سورية. إنه أفضل من لا شيء، ولكننا خاضعون دوماً لأوامر الضابط العسكري المكلف بالمراقبة، والذي يجب المرور عبره".
     قال المنسق الإقليمي لقسم الطوارئ في المنظمة الدولية للمعاقين تييري مهدي بن لحسن Thierry Mehdi Ben Lahsen: "تحصل المجزرة أمام أعيننا، ولكننا لا نستطيع الدخول. يجب إقامة ممرات إنسانية بأقصى سرعة، ويجب أن تصل المساعدات إلى السكان. تحتاج بعض المناطق إلى كل شيء مثل الطعام والدواء والفيول. يموت الناس على مسافة عدة كيلومترات منّا، إنهم ينتظروننا".
     عبّر أحد العاملين في المنظمات الإنسانية عن قلقه قائلاً: "لم يحصل أي تقدم على صعيد الممرات الإنسانية بعد مرور عام على الاقتراح الذي تقدم به وزير الخارجية الفرنسي السابق آلان جوبيه". وأضاف تييري مهدي بن لحسن قائلاً: "إن المنطقة الوحيدة التي تستطيع المنظمات غير الحكومية العمل فيها هي شمال سورية، وبشكل خاص منطقة إدلب وحلب. نعمل بشكل نتجنب فيه تخزين المساعدات. لم أشاهد في حياتي مثل هذا العنف، إنه كابوس. تسقط القنابل طوال اليوم، وتستهدف المدنيين في أغلب الأحيان، وتتسبب بأضرار جسيمة. لقد تأثر بهذه الأزمة ثمانية ملايين شخص".
     إلى متى ستصمد المنظمات الإنسانية المتواجدة على  الأرض تحت القنابل وبدون إمكانيات؟ قالت المُنسّقة في منظمة أطباء بلا حدود أودري لاندمان Audrey Landmann بعد عودتها من منطقة إدلب: "لا نستطيع أن نفعل شيئاً بدون الأطباء السوريين، فهم الذين يعملون في مناطق الجبهات ويُديرون الحالات الطارئة. إنهم يعملون من 18 إلى 20 ساعة يومياً تحت القنابل".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق