الصفحات

الأربعاء، ٢٧ آذار ٢٠١٣

(دعم المعارضة السورية في الدوحة)


صحيفة الليبراسيون 27 آذار 2013 بقلم جان بيير بيران Jean-Pierre Perrin

     حصلت المعارضة السورية البارحة 26 آذار على مقعد سورية في الجامعة العربية، وتم استبدال علم الجمهورية العربية السورية بعلم الثورة السورية. إن هذا النجاح الدبلوماسي سيزيد من عزلة بشار الأسد، ويأتي هذا النجاح في الوقت المناسب من أجل نسيان الانشقاقات الخطيرة داخل المعارضة بعد الإعلان عن استقالة رئيس الإئتلاف الوطني السوري أحمد معاذ الخطيب.
     من المعروف عن معاذ الخطيب استقلاليته وصراحته وانتقاداته القاسية، وقد سمح لنفسه بانتقاد القادة العرب بشكل يتعارض مع الخطابات الهادئة المعتادة والخالية من المضمون في هذا النادي للدكتاتوريين والقادة المُستبدين الذي يُطلق عليه الجامعة العربية.، ودعاهم إلى "خشية الله عندما يتعاملون مع شعوبهم" والإفراج عن السجناء السياسيين. كما انتقد أيضاً عجز الدول الغربية عن إنهاء النزاع في سورية. كما أعلن في كلمته أنه طلب من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن تقوم الولايات المتحدة بتوسيع منطقة الدرع الصاروخي الموجودة في تركيا لتشمل شمال سورية. ولكن الحلف الأطلسي سارع بالرد مشيراً إلى أن ذلك غير ممكن لأنه سيتسبب بنزاع مع دمشق.
     تبدو قمة الجامعة العربية كانتصار جديد لقطر التي نجحت الأسبوع الماضي في فرض غسان هيتو "رئيساً للوزراء" بالنيابة لإدارة المناطق "المحررة". من جهة أخرى، يبدو أن الإرادة القطرية بالسيطرة على المعارضة السورية والجمود الغربي هما السبب في استقالة معاذ الخطيب التي لم يقبلها الإئتلاف الوطني السوري.
     في الحقيقة، إن حصول المعارضة على معقد سورية في الجامعة العربية ربما لن يُغير كثيراً في الوضع الحالي، ما دامت الولايات المتحدة تعارض تسليح التمرد، وما دامت موسكو وإيران تقفان إلى جانب بشار الأسد. أكدت الجامعة العربية البارحة 26 آذار "حق" الدول الأعضاء فيها بتقديم الدعم العسكري إلى التمرد. من المعروف أن المجموعات الجهادية هي التي ستستفيد من هذا الدعم الذي تقدمه الدوائر الوهابية والسعودية وغيرها، بالإضافة إلى الإخوان المسلمين المدعومين من قطر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق