الصفحات

الثلاثاء، ٢٦ آذار ٢٠١٣

(سورية: المعارضة في حالة اضطراب كامل)


صحيفة الفيغارو 26 آذار 2013 بقلم جورج مالبرونو Georges Malbrunot

     ينوي معاذ الخطيب الذهاب إلى الدوحة للمشاركة في القمة العربية يوم الثلاثاء 26 آذار على الرغم من استقالته يوم الأحد 24 آذار من رئاسة الإئتلاف الوطني. سيجلس إلى جانبه رئيس الوزراء الجديد بالوكالة "للمتمردين" غسان هيتو، ولكن لا أحد يعرف من الذي سيترأس وفد المعارضة الذي سيأخذ معقد سورية.
     أشار معاذ الخطيب على الفيسبوك إلى أنه يريد "العمل بحرية" لم يكن يملكها. من الواضح أن هذا الإمام السابق المعتدل لا يريد أن يكون بيدقاً بيد قطر وحلفائها الإخوان المسلمين الذين يتمتعون بنفوذ قوي داخل الإئتلاف الوطني. قام معاذ الخطيب بانتقاد قطر لأنها فرضت غسان هيتو، المهندس المُقرّب من الإخوان المسلمين والمقيم في الولايات المتحدة ولكنه غير معروف في سورية، رئيساً للحكومة المؤقتة التي لا يريدها معاذ الخطيب.
     قال المعارض هيثم المناع من هيئة التنسيق الوطني بعد عودته مؤخراً من زيارة إلى الولايات المتحدة وروسيا: "يبذل الإخوان المسلمون كل ما بوسعهم من أجل الحصول على دولة صغيرة في شمال سورية على نمط حماس في غزة. إنهم يأملون بالسيطرة على جزء من سورية كما يفعل الأكراد في العراق، ويعتقدون أنه انطلاقاً من هذا الجزء يستطيعون الاستيلاء على بقية البلد". ولكن معاذ الخطيب ليس الوحيد الذي يُعارض هذه الفكرة التي ستُكرّس تقسيم سورية. هناك أيضاً قادة آخرون في الإئتلاف مثل رياض سيف وبعض الذين ابتعدوا عن الإئتلاف بعد تعيين هيتو، فقد أبدوا تحفظات شديدة تجاه نوايا الإخوان المسلمين. إذاً، إن رحيل معاذ الخطيب ربما يؤدي إلى تسريع إعادة تركيب المعارضة.
     أصبح الإئتلاف مقتصراً تقريباً على الإخوان المسلمين لوحدهم الذين يحظون بدعم قطر وتركيا وفرنسا. لقد بدأت الاتصالات بين هيئة التنسيق الوطني ومعاذ الخطيب من أجل إقامة بديل يمثل جبهة موسعة تضم جميع الأطراف المعارضة لسيطرة الإسلاميين (المنبر الديموقراطي لميشيل كيلو وتيار بناء الدولة للؤي حسين والآخرين). هل ستقوم فرنسا مثل شريكها القطري بدعوة معاذ الخطيب إلى العودة عن قراره؟ بالنسبة إلى لوران فابيوس، يجب على المعارضة السورية أن "تتوحد من جديد"، وأضاف أن فرنسا "ليست موافقة إطلاقاً على الانحراف المتطرف". في ظل هذه الظروف، لا يستبعد البعض تفتت الإئتلاف غير القادر على توسيع نفسه كما طلبت واشنطن سابقاً عندما اعترفت به على مضض في شهر كانون الأول.
     من حيث المبدأ، إن الرحيل المُتسرّع لمعاذ الخطيب يُمثل خبراً سيئاً للولايات المتحدة التي "كانت تراهن على الإئتلاف باعتبار أنه كان بإدارة رجل معتدل" كما يقول هيثم المناع. إن المبادرة الأخيرة التي أطلقها معاذ الخطيب بالدعوة إلى التفاوض مع النظام لتجنب تفاقم الفوضى، تندرج ضمن المنطق الأمريكي الداعم لعملية انتقالية تفاوضية للسلطة في دمشق بالمشاركة مع روسيا.
     في الكواليس، يستمر الأمريكيون والروس بمناقشة هذه العملية الانتقالية، وتم تحقيق بعض التقدم خلال الأسابيع الأخيرة. أكد  أحد الدبلوماسيين في الأمم المتحدة قائلاً: "وافق الأمريكيون في النهاية على ألا يكون خروج بشار الأسد فعلياً إلا بعد نهاية العملية وليس في بدايتها، كما كانوا يُطالبون في الأشهر الأخيرة. ووافق الروس من جهتهم على أن يحافظ بشار الأسد على دور شكلي خلال العملية الانتقالية. واتفق الأمريكيون والروس على أن النظام القادم لن يكون رئاسياً بل نيابياً".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق