الصفحات

الأربعاء، ١١ أيلول ٢٠١٣

(سورية: أوباما ينتهز فرصة اليد الممدودة من الروس)

صحيفة اللوموند 11 أيلول 2013 بقلم مراسلتها في واشنطن كورين لينس Corine Lesnes

     ارتسمت فجاة ملامح الخروج من الأزمة السورية يوم الاثنين 9 أيلول عندما أشار باراك أوباما إلى استعداده لـ "تعليق" العمل العسكري ضد نظام بشار الأسد إذا وافق الدكتاتور السوري على وضع أسلحته الكيميائية تحت رقابة المجتمع الدولي. أطلق وزير الخارجية الأمريكي جون كيري هذه الفكرة دون قصد صباح يوم الاثنين 9 أيلول في لندن عندما سأله أحد الصحفيين فيما إذا بقي أمام بشار الأسد إمكانية لتجنب الضربات، فأجابه قائلاً: "بالتأكيد، بإمكانه إعطاء جميع أسلحته الكيميائية إلى المجتمع الدولي فوراً والسماح بتدميرها بشكل كامل. ولكنه ليس مستعداً للقيام بذلك، ولا يستطيع القيام بذلك". أشارت وزارة الخارجية الأمريكية بسرعة إلى أن تعليق جون كيري كان "افتراضياً" وليس اقتراحاً رسمياً أو حتى إنذاراً. ولكن وزير الخارجية الأمريكي تلقى اتصالاً هاتفياً من نظيره الروسي عندما كان في الطائرة التي تقله إلى واشنطن. وبعد أقل من ساعتين، دعا سيرغي لافروف السلطات السورية إلى وضع مخزونها من الأسلحة الكيميائية تحت الرقابة الدولية بهدف تدميرها، والانضمام إلى منظمة منع الأسلحة الكيميائية. وافق وزير الخارجية السوري الذي كان في موسكو على هذه المبادرة.
     تفاجأت إدارة أوباما بهذه المبادرة، ولكنها أدركت بسرعة الفائدة منها. قال الناطق الرسمي السابق لوزارة الخارجية الأمريكية فيليب كرولي Philip Crowley : "منح بوتين إلى أوباما فرصة لإنقاذ الوضع: إنه حل دبلوماسي يسمح بتأجيل التصويت التي كان من الممكن أن يخسره في الكونغرس". ولكن بعض المحللين فقط أبرزوا صعوبة الاستيلاء على مئات الأطنان مع الغازات السامة للأعصاب في بلد بحالة حرب، بالإضافة إلى صعوبة التأكد من الاستيلاء على المخزون بأكمله، فقد استغرقت هذه العملية عشر سنوات في العراق. تبنى البيت الأبيض مساء يوم الاثنين 9 أيلول هذه الفكرة، وأشار باراك أوباما في مقابلة مع محطة NBC إلى أنه ناقش هذا السيناريو سابقاً مع فلاديمير بوتين. كما أكد مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية إلى صحيفة اللوموند أن الرئيسين الروسي والأمريكي تطرقا إلى هذا الموضوع خلال قمة العشرين في المكسيك في شهر حزيران 2012.

     ناقش الرئيسان الروسي والأمريكي هذا الموضوع مرة أخرى في قمة العشرين في بطرسبورغ، عندما تحدثا بشكل منفرد لمدة نصف ساعة على الرغم من الجفاء بينهما. جرى هذا النقاش يوم الجمعة 6 أيلول، قال مسؤول أمريكي رفيع المستوى إلى الصحفيين المتواجدين في طائرة الرئيس الأمريكي: "اقترب بوتين من الرئيس، وتبادلا بعض الكلمات، ثم قررا الاستمرار في مكان منزوي. حملا الكراسي وجلسا معاً بينما كان بقية القادة ينظرون إليهما. تركز الحديث على سورية بشكل كامل تقريباً بدون جفاء".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق