الصفحات

الاثنين، ٩ أيلول ٢٠١٣

(أوباما، تقهقر الحرب)

افتتاحية صحيفة الفيغارو 9 أيلول 2013 بقلم فيليب جيلي Philippe Gélie

     من المفترض أن ترتكز أية "حملة عقابية"، مثل الحملة التي تنوي الولايات المتحدة وفرنسا القيام بها على سورية، على أربع دعائم صلبة على الأقل: الدوافع الأكيدة، دعم الرأي العام أو برلمانات الدول التي ستتدخل، الدعم من تحالف دولي جدير بهذا الاسم، والسعي إلى أهداف حربية دقيقة.
     ضمن تسلسل الدوافع، تراجع دافع العمل الإجرامي "للمجزرة الكيميائية" التي ارتكبها بشار الأسد، ليحل مكانه الدافع السياسي لباراك أوباما ومعه فرانسوا هولاند. عندما يقوم زعيم أكبر دولة عظمى في العالم بتحديد الرهان من خلال القول بأن الجمود يعني إعطاء ضوء أخضر لإيران في سعيها نحو القنبلة النووية، فإنه يمنع نفسه من التفكير بأي تراجع.
     ولكن أوبام لم يخرج من السياسة ليدخل في الحرب. إن اعتماده على الكونغرس الأمريكي للتعويض عن المأزق الدبلوماسي في الأمم المتحدة، يعني أنه يخاطر بإضعاف رئاسته كثيراً حتى نهاية ولايته. هل سينجح، ولو لمرة واحدة، بإقناع خصومه الجمهوريين لكي يتجاوزوا حذرهم وازدراءهم لشخصه باسم الحفاظ على قوة ومصداقية الولايات المتحدة في العالم؟
     إذا نجح بذلك، فإنه سيكون بلا شك على حساب وضع حدود إلزامية للعمليات: يومين من الضربات وربما ثلاثة أيام ضد بعض الأهداف المحددة سلفاً، وبمساعدة تحالف مناسب قدر الإمكان ـ على شاكلة الدعم السياسي للأوروبيين وسلبيتهم العسكرية ـ ، وربما بعد المرور مرة أخيرة عبر الأمم المتحدة لإظهار أنه تم اللجوء إلى جميع الطرق القانونية.

     ما الذي يمكن انتظاره هذه الحرب المتقهقرة؟ إذا كان المقصود فقط إنقاذ ماء وجه أوباما وهولاند، فإن العلاج سيكون أسوأ بكثير من كل الشرور. إن "معاقبة" الأسد عبر قصف بعض الوزارات والقواعد العسكرية التي لا تتمتع بأية أهمية إستراتيجية، لن يسمح بتغيير مجريات الحرب، أو حتى إخافة طهران. ولكن يجب الحذر من النتائج: لن يتوقف تدويل النزاع السوري في نهاية الأيام الثلاثة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق