الصفحات

الخميس، ٢٦ أيلول ٢٠١٣

(مسيحيو الشرق في خطر)

صحيفة الفيغارو 26 أيلول 2013 بقلم مسؤولي أهم الكنائس الشرقية في فرنسا*

     قرى مدمرة، ومجازر جماعية، وقتل رجال الدين والمدنيين (نساء وأطفال وشيوخ)، واغتصاب، وخطف، واضطهاد على نطاق واسع، وكنائس محروقة، ومدارس مدمرة: يعيش مسيحيو الشرق اليوم مع القلق من المستقبل والخوف والمعاناة اليومية. يجري تطهير ديني واسع وصامت في مصر والعراق وسورية، وربما في لبنان قريباً. إنها إستراتيجية الترهيب في هذه المنطقة من العالم، وهي تهدف إلى تصفية أي وجود للمسيحيين فيها، وأية هوية تعددية، وأية ذكرى للمسيحية ودورها التاريخي في بناء هذه الشعوب وهذه الدول. إنها تهدف إلى جعل هذا الفضاء الجيوسياسي معادياً للغرب.
     وماذا يفعل الدبلوماسيون الغربيون؟ إنهم ينظرون باتجاه آخر. إنهم لا يريدون سماع ما يعجز العقل عن التفكير به ورؤيته، ويجعلون أنفسهم متهمين بالتواطؤ في جرائم على نطاق واسع وتأخذ سمة الجرائم ضد الإنسانية. إنهم يتحدثون عن حقوق الإنسان والديموقراطية، وفي الوقت نفسه، يتبعون سياسات لا ترى ولا تسمع المعاناة الإنسانية عندما يتعلق الأمر بالمسيحيين. إنهم يقاتلون بعض الأنظمة باسم المثل الديموقراطية العليا، ويغضون الطرف عندما يقوم حلفاؤهم المباشرين وغير المباشرين بارتكاب المجازر بسبب الدين فقط.
     في مصر، لماذا لا تتم إدانة حرق الكنائس والمدارس وأعمال الترهيب اليومية ضد الأقباط من قبل ميليشيات الإخوان المسلمين؟ في العراق، كم هو عدد الكنائس والمدارس المدمرة، كم هو عدد المجازر ضد المسيحيين بدون عقاب، في ظل لا مبالاة الغرب؟ هل يجب البقاء لا مبالين تجاه المجازر في سورية، لسبب وحيد هو أنهم مسيحيون، وتجاه قيام المجموعات الإسلامية باختطاف رجلي دين في حلب والعديد من الرهبان؟ في الأراضي المقدسة، يتناقص عدد المسحيين بشكل مستمر. في لبنان البلد الفرانكوفوني، سيُصبح المسيحيون فيه أقلية قريباً، وأدى وضعهم غير المستقر والهش إلى تفضيل الكثيرين منهم للهجرة بدلاً عن الأوضاع الأمنية الغامضة وضغوط الإسلاميين الراديكاليين.
     ليس هناك أي ضغط وأي احتجاج! ما زالت الدول الغربية غير قادرة على سماع نداءات الاستغانة من قبل المسؤولين والمنظمات التمثيلية العلمانية والدينية، هذه النداءات التي تدق جرس الإنذار، وتطالب بردة فعل من قبل فرنسا وأوروبا. لماذا؟ هل توقعوا باختفاء المسيحيين من الشرق؟ هل قاموا بمراسيم الحداد على وجود سابق لوجود الإسلام، وعلى شعب منفتح تاريخياً ومتعاطف مع الغرب؟
     نحن نطلق نداء إلى فرنسا والفرنسيين وجميع الأمم الأوروبية لكي تأخذ الدبلوماسية الأوروبية بعين الاعتبار وجود الشعوب المسيحية، والإشكاليات الخاصة للشرق المتنوع، وأن تتحرك من الآن فصاعداً من أجل احترام حقوق المسيحيين في الشرق. إنها مصلحة فرنسا وأوروبا والمجتمع الدولي. كان مسيحيو الشرق يمثلون دوماً نقيضاً للتطرف، وعاملاً في التسامح بين الطوائف. سيؤدي اختفاءهم إلى تفاقم التعصب وإلى العنف على أبواب أوروبا. إنها أيضاً مصلحة الشعوب في هذه المنطقة من العالم. عاش مسيحيو الشرق دوماً في انسجام مع المسيحيين واليهود، ويجب أن يتمكنوا من الاستمرار بالعيش في محبة وسلام مع جميع الطوائف من أجل إنقاذ الشرق المتعدد الثقافات، والذي يحمل رسالة السلام العالمية والحوار الخصب بين الثقافات والعيش المشترك.
     يجب على فرنسا وأوروبا تقويم سياساتهم في هذه المنطقة من العالم، وأن تأخذ بعين الاعتبار آثارها ونتائجها على الشعوب المسيحية المعنية. يجب على حكومات هذه الدول، وكذلك المعارضة فيها، أن تكون مسؤولة من الآن فصاعداً عن بقاء وأمن المسيحيين. بالتأكيد، يجب على فرنسا وأوروبا أن تربط مساعدتها ودعمها بالديموقراطية وحقوق المرأة، ولكن أيضاً بالدفاع عن الطوائف المسيحية وحقهم في العيش بشكل مختلف في فضاء تسكنه منذ حوالي ألفي عام.
*قام بالتوقيع على هذا المقال الأشخاص التالية أسماءهم:
Patrick Karam, conseiller régional, ancien délégué interministériel,
Daniel Rondeau, écrivain, ancien ambassadeur ;
Mgr Nasser Gemayel, évêque de l’Éparchie maronite de France ;
Mgr Charbel Maalouf, représentant du patriarche grec-catholique (rite melkite) ; Mgr Abba Athanasios, évêque de l’Église orthodoxe copte française ;
pasteur Joël Mikaelian, président de l’Union des Églises évangéliques arméniennes de France ;
Patrice Djololian, président du diocèse de l’Église apostolique arménienne de France ;
 Arménag Aprahamian, Conseil national d’Arménie occidentale ;
père Kevork Assadourian, Église arménienne catholique ;
Sona Attamian, Union générale arménienne de bienfaisance (Ugab France) ;
Pierre Awad, Association copte d’Europe ;
Thomas Aydin, Association cultuelle syriaque (Syriens, Irakiens) ;
Marc Fromager, directeur de « L’Aide à l’Église en détresse » (AED) ;
Moussa Ghanem, Regroupement des associations de Libanais de France (Ralf) ;
Adel Gorchy, Association des coptes de France ;
Élie Haddad, Parti « Rassemblement pour le Liban » ;
Jérôme Hajjar, Conseil économique de Saint-Julien-le-Pauvre ;
Philippe Haroutiounian, Union franco-arménienne ;
Pierre Joseph, Union des patriotes syriens (Upsy) ;
Arda Kalayjian, Groupe pour la sécurité des Arméniens de Syrie ;
Roueida Khoury, Association des chrétiens de Syrie ;
Jean Maher, Organisation franco-égyptienne pour les droits de l’homme (Ofedh) ;
Rezk Shehata, Laïcité pour tous ;
Bassam Tahhan, Rassemblement pour la Syrie (RPS) ;
Michel Varton, président de l’organisation Portes ouvertes ;
père Élie Warde, Église syriaque catholique ;

Elish Yako, Association d’entraide aux minorités d’Orient.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق