الصفحات

الجمعة، ٢٧ أيلول ٢٠١٣

(لقاء قمة حول إيران)

صحيفة الفيغارو 27 أيلول 2013 بقلم مراسلتها الخاصة في نيويورك لور ماندفيل Laure Mandeville

     اختلط الأمل بالحذر في نيويورك يوم الخميس 26 أيلول، وذلك عندما اجتمع وزراء خارجية الدول العظمى الخمس مع وزير الخارجية الإيراني الذي أعلن يوم الأربعاء 25 أيلول أنه يريد التقدم بسرعة حول الملف النووي، وتحدث عن جدول زمني مدته "ثلاثة أشهر"، أو ستة أشهر كحد أقصى من أجل انتزاع اتفاق.
     أشار مصدر دبلوماسي غربي إلى أن السؤال الكبير هو معرفة "فيما إذا كان الإيرانيون يريدون التفاوض من أجل رفع العقوبات مقابل بعض التصريحات، أم أنهم جادون فعلاً في نواياهم بالانفتاح". أكد هذا المصدر أن التوصل إلى رسم ملامح تسوية أمر ممكن إذا سمحت الدول الغربية لإيران بتخصيب اليورانيوم إلى درجة قريبة من العتبة النووية من أجل تعزيز سيادة الإيرانيين، ولكي يشعر الإيرانيون بالأمان تجاه قدرتهم على تصعيد قدراتهم في حال تعرضهم لتهديد وجودي. بالمقابل، سيقبل الإيرانيون بتخفيض قدراتهم مع السماح بعودة المفتشين إلى المواقع بشفافية "لكي يتمكن المفتشون من تقديم ضمانة تتحلى بالمصداقية بأن إيران لا تصنع القنبلة النووية". وأضاف هذا المصدر: "من وجهة النظر هذه، سيكون دور المفتشين هاماً فعلاً. لأنها الوسيلة الوحيدة لإقناع  الدول العربية مثل السعودية بأن إيران لن تتجاوز العتبة النووية، وبالتالي تجنب انتشار أسلحة الدمار الشامل".
     هناك تساؤل فيما إذا كانت هذه المقاربة قادرة على إقناع الدول العربية وإسرائيل. ولكن يبدو أنها التسوية الوحيدة الممكنة في هذه المرحلة، قال المصدر المذكور أعلاه: "إن البديل الوحيد لذلك أسوأ بكثير: أي الاستمرار بالعقوبات والتحذيرات، وفي النهاية، ستتمكن إيران من الحصول على القنبلة لأنها تقترب منها. إن الدبلوماسية ليست فن الوصول إلى أفضل الحلول، بل فن تجنب أسوأها".


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق