الصفحات

الثلاثاء، ٢٤ أيلول ٢٠١٣

(ميشيل سليمان: "الحرب في سورية كلفت لبنان ثمناً باهظاً")

صحيفة الفيغارو 24 أيلول 2013 ـ مقابلة مع الرئيس اللبناني ميشيل سليمان ـ أجرت المقابلة مراسلتها في لبنان سيبيل رزق Sybille Rizk
     سيطلب الرئيس اللبناني يوم الأربعاء 25 أيلول مساعدة المجموعة الدولية لدعم لبنان في مواجهة تداعيات النزاع السوري على بلده، وذلك على هامش اجتماع الجمعية العامة في الأمم المتحدة.
سؤال: أنتم تعارضون قصف سورية. عادت الدبلوماسية من جديد: هل أنتم مطمئنون؟
ميشيل سليمان: نجح لبنان حتى الآن في عدم الانجرار في دوامة العنف الداخلي. أنا واثق من أننا سنستمر في تجنب عدوى هذا النزاع على الرغم تصاعد التوترات الطائفية التي يُثيرها، وستتفاقم هذه التوترات في حال قصف سورية.
سؤال: عانى لبنان طويلاً من إزدواجية النظام السوري. هل تعتقدون بأنه سيحترم تعهداته؟ هل تخشون من نقل الأسلحة الكيميائية؟
ميشيل سليمان: آمل أن الاتفاق الذي أصبح على وشك التوصل إليه حول ترسانة الأسلحة الكيميائية سيقود إلى حل سياسي. إن مصلحة لبنان هي أن تكون سورية في سلام. فيما يتعلق بنقل الأسلحة الكيميائية، إنها إشاعات. كما أن حزب الله لا يريدها أيضاً.
سؤال: يواجه لبنان مأزقاً مؤسساتياً منذ نهاية الوصاية السورية عام 2005. في هذه الظروف، كيف يمكن الأمل بالحصول على المساعدة الدولية التي ستطلبونها في نيويورك؟
ميشيل سليمان: هذا الاجتماع هو مبادرة فرنسية. عانى لبنان من أضرار كبيرة بسبب الحرب السورية، وأشار المصرف الدولي إلى أنها بلغت سبعة مليارات دولار. نحن بحاجة إلى الدعم الدولي للنموذج الذي يمثله لبنان: إنه بلد ديموقراطي صغير، وقائم على التوافق بين الطوائف، واستطاع السباحة عكس التيار في العالم العربي خلال عدة عقود. إن هذا التقليد التوافقي يُضاف إلى غموض بنود الدستور الذي يُعرقل اتخاذ القرار على المستوى التنفيذي. تعيش المنطقة اضطرابات كبيرة اليوم، إن من مصلحة الجميع مساعدتنا لتجاوز هذه المرحلة الصعبة. فيما يتعلق بي، أعتبر أن الفرصة المتاحة لتشكيل حكومة توافقية، استمرت أكثر من اللازم. من الآن وحتى بداية شهر تشرين الأول، سيتحمل رئيس الوزراء المعين وأنا شخصياً مسؤولياتنا من أجل تشكيل حكومة. لا بد من سلطة تنفيذية شرعية، استعداداً للاستحقاق الرئاسي بين شهري آذار وأيار القادمين.
سؤال: أنتم تطلبون المساعدة لإدارة اللاجئين السوريين: هل وصلت قدرة لبنان على استقبالهم إلى حدودها القصوى؟
ميشيل سليمان: يبلغ عدد اللاجئين السوريين رسمياً أكثر من 800.000 لاجىء. يجب إضافة 300.000 عامل سوري مع عائلاتهم، بالإضافة إلى تسعين ألف فلسطيني جاؤوا من سورية بشكل زاد من عدد اللاجئين الفلسطينيين الموجودين في لبنان. يمثل ذلك أكثر من 35 % من سكان لبنان، وهذا يتجاوز بكثير قدراتنا على الاستيعاب، ونجم عنه تداعيات كبيرة.
سؤال: تريدون أيضاً مساعدات ضرورية للجيش، ولكنها تواجه الرفض بسبب علاقاته مع حزب الله. كيف يمكن برأيكم اقناع أصدقاء لبنان؟
ميشيل سليمان: يُخطىء الذين يعتقدون أن الجيش اللبناني خاضع لنفوذ حزب الله. إن دعم الجيش وتزويده بأنظمة دفاع جوي ومدافع فعالة، هي الوسيلة الوحيدة لإقناع حزب الله بتسليم أسلحته الخاصة على المدى الطويل. لن أستخدم هنا تعبير "نزع سلاح"، لأن حزب الله قام بدور رئيسي لضمان تحرير الجزء الأكبر من الأراضي اللبنانية المحتلة من قبل إسرائيل عام 2000، وذلك في الوقت الذي بقيت فيه قرارات الأمم المتحدة دون جدوى منذ 22 عاماً. سيجد هذا السؤال جوابه في مشروع إستراتيجية الدفاع الذي عرضته على لجنة الحوار الوطني اللبناني، وقد أشاد به الأمين العام للأمم المتحدة.
سؤال: من الناحية العملية، لدى حزب الله أهداف عسكرية خاصة به. بشكل موازي، تزداد راديكالية الإسلام السني اللبناني...

ميشيل سليمان: لقد انتقدت بشكل رسمي انخراط حزب الله في سورية، وطلبت منه استدعاء رجاله والإلتزام الصارم بسياسة فصل لبنان عن الحرب في سورية. فيما يتعلق بتصاعد التطرف السني، إنه حقيقي ولكن محدود. لم تنجح المجموعات الإرهابية في إعادة بناء نفسها منذ تصفيتهم في نهر البارد. يمثل لبنان موزاييكاً من الطوائف التي لا تشجع على الراديكالية، كما أن أغلبية السنة وبقية الطوائف معروفون باعتدالهم واندماجهم بروح التعايش الذي يتسم به جميع اللبنانيين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق