الصفحات

الجمعة، ٦ أيلول ٢٠١٣

(التشقق)

 افتتاحية صحيفة الفيغارو 6 أيلول 2013 بقلم بيير روسلان Pierre Rousselin

     وضع الدبلوماسيون الفرنسيون والبريطانيون أنفسهم خارج اللعبة، والاتحاد الأوروبي يدعم فلاديمير بوتين أكثر من دعمه لباراك أوباما في الملف السوري. هذه هي النتيجة المؤسفة والمتوقعة الناجمة عن سلسلة من القرارات المفجعة بعد الإهانة التي أحس بها العالم بسبب الهجوم بالغاز الكيميائي في دمشق يوم الأربعاء 21 آب.
     الدبلوماسية ليست قضية انفعالات. إذا كان الجميع قد أدان الجريمة البشعة، فإن هذا لا يكفي لكي يتحمل الرأي العام والبرلمان وجميع شركائنا مسؤولية حل عسكري غير مقنع أبداً.
     الموقف لا يصنع سياسة. هذا ما تعلمه دافيد كاميرون متحملاً النتائج المترتبة عنه، عندما صوت البرلمان البريطاني ضد الضربة العسكرية في سورية. كان النقاش في البرلمان الفرنسي غامضاً جداً لدرجة أنه لا يمكن الخروج منه بتوجه واضح، وذلك في ظل عدم وجود تصويت حسب الأصول.
     يراهن الدبلوماسي البارع بارك أوباما بكل شيء في الكونغرس. إذا حصل على موافقة الكونغرس الأسبوع القادم، فإن السبب الوحيد لهذه الموافقة سيكون حرص أعضاء  الكونغرس على تجنب فقدان الولايات المتحدة لمصداقيتها بشكل كامل.
     في ظل هذه الظروف، تحاول جميع الدول التهدئة باستثناء فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة. في هذا الوقت الذي يجب فيه مضاعفة الجهود الدبلوماسية، لم يكلف أحد نفسه عناء السعي لإقناعهم. إذاً، تستطيع أوروبا إظهار خواءها على الصعيد الدولي. بإمكان فلاديمير بوتين السيطرة على قمة العشرين في روسيا، إن الفائدة الأساسية من هذا التجمع هو إظهار العزلة العقيمة التي انزوت فيها الأنظمة الديموقراطية الغربية.

     بالنسبة لبقية أنحاء العالم ولاسيما في آسيا التي يجري فيها الرهان على الازدهار في المستقبل، يبدو أن سورية والتشنجات الناجمة عنها لدينا تتعلق بكوكب آخر. هذا التشقق سيكون الدرس الأساسي لقمة العشرين في بطرسبورغ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق