الصفحات

الأربعاء، ١١ أيلول ٢٠١٣

(الأزمة السورية تبعث القلق لدى الشركات الفرنسية المنتجة للأسلحة)

صحيفة اللوموند 11 أيلول 2013 بقلم دومينيك غالوا Dominique Gallois وناتالي غيبير Nathalie Guibert

     هناك أمران يثيران قلق الأوساط العسكرية الفرنسية هما: سورية وقانون البرمجة العسكرية للفترة 2014 ـ 2019 الذي سيناقشه البرلمان اعتباراً من 8 تشرين الأول. ارتبط هذان الأمران ببعضهما البعض يومي الاثنين والثلاثاء 9 و10 أيلول أثناء الاجتماع السنوي لمناقشة السياسة العسكرية الفرنسية، ويشارك فيه النواب والصناعيون والعسكريون. تحض الحكومة شركات الأسلحة على التصدير بكميات كبيرة، بسبب انخفاض الموازنة الفرنسية. قالت الإدارة العامة للتسليح التي تستثمر 16 مليار يورو سنوياً في المنتجات العسكرية: "لا خيار أمامنا، يجب بيع السلاح إلى الخارج".
     تقوم فرنسا بتصدير أسلحتها إلى جميع الدول المنخرطة في الأزمة السورية تقريباً، ولاسيما قطر والسعودية اللتان تدعمان التمرد. تقوم فرنسا أيضاً بتطوير علاقات تجارية واعدة مع روسيا التي تدعم بشار الأسد. من المفترض أن يختتم وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان هذا الاجتماع السنوي للتأكيد على أن السياسة العسكرية الفرنسية تُبنى "على المدى الطويل"، ولكنها تتحقق "في الحاضر".
     إن الوضع معقد بالنسبة لعلاقات الشراكة العسكرية التي تتعلق أولاً بالعلاقات السياسية. تتفق وجهتا النظر الفرنسية والسعودية حول الدعم العسكري للمجموعات المقاتلة المتمردة داخل المعارضة. في هذا السياق، تم التوقيع في 1 أيلول على عقد صواري 1 الذي تبلغ قيمته مليار يورو لتحديث الفرقاطات السعودية، ولكن دون الإعلان عنه رسمياً. تستمر النقاشات حول بيع صواريخ MK3. وفي شهر تموز، نجح جان إيف لودريان بالفوز في عقد لتقديم أقمار صناعية إلى الإمارات العربية المتحدة على حساب العرض الأمريكي.
     تبدو قطر أحد الآمال الرئيسية لتصدير طائرات رافال التي تصنعها شركة داسو. خفض قانون البرمجة العسكرية عدد الطائرات التي سيستلمها الجيش الفرنسي الذي من المفترض تزويده بـ 26 طائرة حتى عام 2016. من المتوقع أن تتوقف الدولة بعد هذا التاريخ عن شراء الطائرات لكي تخصص موازنتها لشراء معدات عسكرية أخرى، وستراهن على التصدير للحفاظ على سلسلة الانتاج. إذا جرت الأمور بشكل جيد، سيستأنف الجيش الفرنسي شراء الطائرات بعد هذا التاريخ.
     ولكن شركات تصنيع الأسلحة تخشى من خطر إغلاق السوق الروسي في حال توجيه الضربات العسكرية ضد سورية. استطاع نيكولا ساركوزي بيع حاملتي طائرات مروحية ميسترال BPC إلى روسيا عام 2011، ومن المتوقع وضع السفينة الأولى في المياه بتاريخ 15 تشرين الأول. ما زالت الاتصالات التجارية مستمرة مع روسيا التي تقدمت في شهر آب خلال المعرض الدولي لصناعة الطائرات MAKS في موسكو بعدة طلبات محددة في جميع القطاعات: البرية والبحرية وأنظمة الإشارة... الخ.
     تراجعت مبيعات فرنسا من الأسلحة 26 % خلال عام 2012، في حين تزداد الصفقات العسكرية في السوق الدولي بنسبة 8 % سنوياً.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق