الصفحات

الاثنين، ٢٣ أيلول ٢٠١٣

(باريس تستقبل الانفتاح الإيراني بارتياب)

صحيفة الفيغارو 21 أيلول 2013 بقلم إيزابيل لاسير Isabelle Lasserre

     هل هو منعطف أم سراب؟ بعد أن رفض فرانسوا هولاند مشاركة طهران في مؤتمر جنيف 2 حول سورية، وحافظ على نهجه المتشدد حول الملف النووي، سيلتقي الرئيس الفرنسي مع الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. إنه اللقاء الثنائي الأول بين رئيس فرنسي ورئيس إيراني منذ عام 2005. من المفترض أن يلتقي وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف صباح يوم الأربعاء 25 أيلول. كما هو الحال بالنسبة لباراك أوباما الذي يفكر بلقاء ثنائي مع الرئيس الإيراني، يريد الإليزيه اغتنام المبادرات السياسية المقدمة من المسؤولين السياسيين الإيرانيين. تقوم إيران بحملة على جميع الجبهات لتحسين صورتها: الإفراج عن السجناء السياسيين، ووعود السلام على تويتر Tweeter، واليد الممدودة للتوصل إلى تسوية حول الملف النووي.
     استقبلت باريس بارتياب "الأسلوب الجديد" للرئاسة الإيرانية. يعرف المسؤولون الفرنسيون أن المجتمع الدولي بحاجة إلى إيران في الملف السوري، ولا يريدون التعرض للتهميش من قبل واشنطن حول الملف النووي، ويُظهرون أنهم سيلعبون اللعبة. ولكن من حيث الجوهر، ما زال مبدأ التشدد مستمراً. قال مصدر دبلوماسي فرنسي: "نحن لا نريد إفشال الانفتاح، ولكن التجربة مع إيران علمتنا أنه يجب الاهتمام بالأفعال فقط".
     هل التوجه السياسي الإيراني الجديد مبني على خيار إستراتيجي، أم أنه ليس إلا تكتيك يهدف إلى تحويل الأنظار؟ ينتظر المحللون الفرنسيين أن تترافق المبادرات مع الكلام. في الوقت الحالي، لم يقترح المسؤولون الإيرانيون إغلاق الموقع النووي فوردو. ولم يتقدموا بأي اقتراح لتجميد تخصيب اليورانيوم. فيما يتعلق بالرئيس روحاني، فقد أكد أنه لن يتنازل "قيد أنملة" عن حقوقه النووية. أضاف المصدر الفرنسي قائلاً: "إن الكرة في الملعب الإيراني. ما زال المجتمع الدولي ينتظر تقديم أجوبة ملموسة على أسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول طبيعة البرنامج النووي".

     أدت العقوبات الدولية إلى إضعاف إيران، ولكن التردد الأمريكي حول سورية ربما شجع طهران التي تقوم بدور محوري في الملف السوري على الاستفادة من ذلك لمحاولة فرض تسوية حول الملف النووي. ولكن إذا كان الملفان النووي والسوري مرتبطان بفعل الأحداث الراهنة، فإن باريس ليست مستعدة "للمساومة". فيما يتعلق بالحل الذي يتضمن أن تصبح إيران بلداً على عتبة المرحلة النووية، أي امتلاك التكنولوجيا النووية بدون صنع القنبلة، فما زالت إسرائيل ترفضه. أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن الإيرانيين "يستمرون في تشغيل أجهزة الطرد المركزية في مفاعلاتهم أثناء تصريحاتهم الإعلامية". من المعروف منذ وقت طويل أن الإيرانيين هم أسياد فن كسب الوقت، ولكنهم لا يملكون جميع أوراق اللعبة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق