الصفحات

الاثنين، ٩ أيلول ٢٠١٣

(لا أعرف كيف سيمضي اللاجئون فصل الشتاء في سهل البقاع)

صحيفة الليبراسيون 9 أيلول 2013 ـ مقابلة مع الباحثة في علم السكان والأستاذة في جامعة بيروت هالة نوفل Hala Naufal ـ أجرت المقابلة هيلين ديسبيك بوبوفيتش Hélène Despic-Popvic

سؤال: بماذا يختلف الوضع في لبنان عن بقية الدول الأخرى التي تستقبل اللاجئين السوريين؟
هالة نوفل: لبنان هو البلد الذي يستقبل أكبر عدد من اللاجئين السوريين الذين يمثلون اليوم أكثر من 25 % من السكان المقيمين في لبنان. تميل هذه النسبة إلى الارتفاع. عندما تتوقع المفوضية العليا للاجئين أن عدد اللاجئين السوريين في لبنان سيصلون إلى مليون لاجىء مع نهاية هذا العام، أعتقد أنه يجب مضاعفة هذا الرقم مرتين. يجب تصور الضغط الذي يمثله ذلك على بلد مساحته 10400 كم². تزداد حدة التوتر بين السوريين والسكان المحليين بسبب هذا الوضع وإدراك الناس للمساعدة المقدمة إلى اللاجئين. بالمقارنة مع وضع اللاجئين في بقية الدول المجاورة، يمكن القول أن ظروفهم أكثر صعوبة على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والصحي.
سؤال: كم يبلغ عددهم اليوم؟
هالة نوفل: تشير أرقام المفوضية العليا للاجئين بتاريخ 5 أيلول إلى أن عددهم يبلغ 726.340 لاجئاً منهم 622.249 مسجلين لدى المفوضية العليا للاجئين التي تُميّز بين أولئك الذين تم تسجيلهم وأولئك الذين ينتظرون تسجيلهم. تقول السلطات اللبنانية أن عدد اللاجئين السوريين هو ضعف العدد الذي أعلنته المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة. هناك أسباب سياسية تجعل لبنان يخشى من تغيير التوازن الطائفي، ولهذا السبب لا يتحدث لبنان عن "لاجئين" بل عن "مهجرين". لم يوقع لبنان على اتفاقية جنيف عام 1951، ويتضمن الدستور اللبناني مادة ترفض توطين اللاجئين. توصل لبنان إلى اتفاق مع المفوضية العليا للاجئين ينص على أن لبنان ليس بلداً للاستقبال بل للترانزيت أو للجوء المؤقت. لهذا السبب، لا يوجد في لبنان مخيمات حقيقية للاجئين بإشراف الأمم المتحدة، في الوقت الذي تزداد فيه مشكلة السكن حدة أكثر فأكثر.
سؤال: كيف يعيش السوريون المقيمون في لبنان؟
هالة نوفل: في البداية، استقبلتهم العائلة أو الأصدقاء. يُشكل السنة أغلبية اللاجئين في المناطق السنية، واللاجئين المسيحيين في المناطق المسيحية... ولكن مدخراتهم تلاشت مع استمرار الأزمة. بدأت تتشكل مخيمات عشوائية من الخيم البسيطة وبعض الأغطية المثبتة على العصي. هناك عائلات تعيش فيها بدون بنى تحتية. رأيت ذلك في سهل البقاع، ولا أعرف كيف سيمضون فصل الشتاء. إن العثور على مأوى هو تحدي بالنسبة للواصلين الجدد. إن المناطق التي يتركز فيها اللاجئون بشكل أكبر هي المناطق الأكثر فقراً في لبنان، وتحتاج إلى بنى تحتية ومواصلات ومؤسسات صحية، هذا بالإضافة إلى مشاكل المياه والكهرباء وادارة النفايات. لا تحصل الكثير من عائلات اللاجئين السوريين على مياه الشرب، وليس لديهم مرافق صحية، ولا يستطيعوا دفع مصاريف العلاج في المستشفيات.
سؤال: ما هي احتياجاتهم؟
هالة نوفل: إنها أكبر بكثير من المساعدة المقدمة. إن ما يحصل عليه لبنان لا يكفي إلا لتغطية ثلث الاحتياجات. أشارت خطة تم إعدادها بالتعاون مع بقية دول المنطقة إلى أن هذه الاحتياجات تبلغ مليون دولار من أجل مليون لاجىء. ولكن هناك خطر حقيقي بوصول عدد اللاجئين إلى مليونين. ومن غير المحتمل الحصول على مبلغ مليون دولار، لأن الممولين غير متحمسين، ويتساءلون: من سيقوم بإدارة هذه الأموال في ظل عدم وجود حكومة في لبنان.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق