الصفحات

الخميس، ٥ أيلول ٢٠١٣

(يجب أن يكون هناك بعض الصبر ونظرة أوسع)

صحيفة اللوموند 5 أيلول 2013 ـ مقابلة مع المستشار الأمن القومي الأمريكي السابق زبيغينيو بريجينسكي ـ أجرت المقابلة مراسلتها في واشنطن كورين لينس Corine Lesnes

سؤال: هل تدعمون عملاً عسكرياً لإدارة أوباما ضد سورية؟
زبيغينيو بريجينسكي: أنا لا أدعم السياسة التي تتبعها الولايات المتحدة منذ بداية الأزمة. ولكن نظراً لحقائق الوضع الداخلي والجغراسياسي الذي تعيشه الولايات المتحدة حالياً، ليس أمامي أي خيار آخر غير دعم قرار الرئيس بالقيام بعمل انتقامي محدود والحصول على دعم الكونغرس.
سؤال: هل تستطيعون تفسير أسباب ترددكم؟
زبيغينيو بريجينسكي: كما قلت سابقاً عدة مرات، من الصعب فهم السياسة الأمريكية في سورية من حيث النتائج المباشرة والإستراتيجية على المدى البعيد. ولكنني رجل واقعي. إن تغيير المسار في الوضع الحالي أو التسرع في رفض الكونغرس لسياسة الرئيس، سيتسبب بضرر بالغ ليس فقط على السياسة الخارجية الأمريكية، بل ايضاً على الثقة الدولية بالولايات المتحدة.
سؤال: هل تعتقدون أن الضربات المحدودة يمكن أن تنجز المهمة؟
زبيغينيو بريجينسكي: ستنجزها بشكل نسبي. ولكن نظراً للظروف، لا تبرر هذه الحجة المخاطرة بالثقة تجاه الولايات المتحدة.
سؤال: هل يمكن المقارنة مع التدخل في كوسوفو؟
زبيغينيو بريجينسكي: الوضعان مختلفان كلياً. كانت كوسوفو محاطة بدول تريد الانضمام إلى الحلف الأطلسي، وكانت روسيا بعيدة وعاجزة عن التدخل. كانت الولايات المتحدة والحلف الأطلسي جاهزين للتحرك بشكل مشترك. لا يوجد شيء مشابه لذلك في الوضع الجغراسياسي والسياق الإستراتيجي للأزمة السورية. بخلاف البيئة الدولية في حالة كوسوفو، إن البيئة الدولية في الحالة السورية تزيد بشكل جدي احتمالات انتشار النزاع الذي سينجم عنه زعزعة الاستقرار على مستوى المنطقة.
سؤال: كيف يمكن تجنب ذلك؟
زبيغينيو بريجينسكي: إن حل المشكلة السورية يجب معالجته في سياق جهود أوسع لدعم الاستقرار في المنطقة. لا يجب أن تكون الجهود فقط من قبل الولايات المتحدة والدولتين الاستعماريتين السابقتين في المنطقة، أي فرنسا وبريطانيا. يجب أيضاً مشاركة الاتحاد الأوروبي والدول الآسيوية الكبرى التي تعتمد على استقرار وصول النفط: أي الصين واليابان والهند وروسيا بالتأكيد.
سؤال: كيف يمكن التوصل إلى ذلك مع وجود فلاديمير بوتين في السلطة؟
زبيغينيو بريجينسكي: لا يمكن القيام بذلك في يوم واحد. يجب أن يكون هناك بعض الصبر ونظرة أوسع. لا يجب أن تتركز هذه النظرة على شعارات حول ضرورة رحيل الأسد من السلطة. إن الروس أيضاً مجبرون على التفكير باستقرارهم أيضاً. إن القوقاز يغلي. ومن الممكن أن يكون هناك أزمة أكثر اتساعاً في الشرق الأوسط، وأن تصل إلى هذه المناطق التي كانت جزءاً من الاتحاد السوفييتي السابق، هذه المناطق التي يعيش فيها شعب مسلم يعتبر نفسه مضطهداً ويضطرب.
سؤال: هل تعارضون قرار فرانسوا هولاند بالمشاركة في العملية العسكرية؟
زبيغينيو بريجينسكي: أنا لا أوافق ولا أعارض. ولكنني أشعر بالقلق من التأثير على شعوب المنطقة وعلى النظرة المتميزة لهاتين القوتين اللتين، باعتبارهما من أهم حلفاء الولايات المتحدة، لا تتمتعان بشعبية كبيرة في هذه المنطقة من العالم. في هذه المرحلة، هناك خطر حقيقي هو ارتكاب الولايات المتحدة لخطأ قد يساهم ليس فقط بانفجار المنطقة، بل أيضاً بتعبير واسع للحقد من قبل المسلمين ضد الولايات المتحدة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق