الصفحات

الجمعة، ١٣ أيلول ٢٠١٣

(روسيا تدفع بالورقة الإيرانية)

صحيفة الفيغارو 12 أيلول 2013 بقلم مراسلها في موسكو بيير أفريل Pierre Avril

     ترغب موسكو بإدخال إيران كلاعب جديد في المواجهة الحالية حول سورية. سيكون الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني في واجهة الأحداث يوم الجمعة 13 أيلول في قيرغيزستان أثناء مشاركته في قمة منظمة شنغهاي الإقليمية التي تشبه منظمة الحلف الأطلسي ولكن على الصعيد الأوروـ أسيوي. سيلتقي الرئيس الإيراني مع فلاديمير بوتين الذي يسعى إلى تدعيم تقدمه الدبلوماسي تجاه الولايات المتحدة. اشارت صحيفة كوميرسانت Kommersant الروسية إلى هذا اللقاء الثنائي بين الرئيسين الروسي والإيراني سيسمح لزعيم الكريملين أن يقترح على نظيره الإيراني تسليم خمس بطاريات صواريخ S-300 التي يُشتبه بأن روسيا سلمتها إلى سورية على الرغم من النفي الروسي. أشارت الصحيفة الروسية أيضاً إلى أن موسكو ستقترح على طهران بناء مفاعل ثاني في المركز النووي الإيراني في بوشهر.
     أشارت وكالة الأنباء الروسية أنترفاكس إلى أن مصدر عسكري نفى وجود مثل هذه الاقتراحات، ولكن الناطق الرسمي باسم فلاديمير بوتين أكد فكرة هذه المفاوضات، وقال ديمتري بيسكوف Dmitri Peskov: "سيتضمن اللقاء التعاون التكنولوجي ـ العسكري". من وجهة النظر التجارية البحتة، تتمنى روسيا إنهاء نزاعها مع طهران بعد قرار الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف عام 2010 بإيقاف تسليم صواريخ S-300 إلى إيران، تنفيذاً لقرار الأمم المتحدة بمعاقبة طهران بسبب مواصلة برنامجها النووي.
     أراد النظام الإيراني الانتقام من روسيا، وتقدم بشكوى دولية يُطالب فيها من روسيا أن تدفع أربعة مليارات دولار تعويضاً عن الأضرار الناجمة عن عدم إلتزامها بتنفيذ تعهداتها. يبدو أن فلاديمير بوتين مستعد حالياً لاستئناف تسليم صواريخ S-300، ولكن بعد استبدالها بنوع جديد من الصواريخ هو Antey-2500 الأكثر تكيفاً مع الدفاع المضاد للصواريخ. إن هذه الصفقة ستكون رمزاً هاماً في ظل النزاع الدبلوماسي السوري.
     تخشى طهران أن تكون الهدف القادم بعد سورية، ولذلك تعتبر طهران أن صواريخ S-300 هي السلاح الأفضل لمواجهة صواريخ توماهوك الأمريكية. ما زالت إيران الدولة الأكثر دعماً لنظام دمشق عبر حزب الله. تعتبر طهران أن موسكو وضعت الملفين السوري والإيراني على قدم المساواة، في ظل العلاقة الصعبة بين موسكو وواشنطن. هناك هدف مشترك على الأقل بين الحليفين الروسي والإيراني هو دفع الولايات المتحدة إلى التخلي نهائياً عن ضرب سورية.
     بالنسبة لحسابات الدبلوماسية الروسية، إن التهديد بتسليم صواريخ S-300 إلى إيران سيردع المتشددين في واشنطن عن ضرب سورية. قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما الروسي ألكسي بوشكوف Alexeï  Pouchkov: "إذا انتصر الطرف المؤيد للحرب في واشنطن، فإن ذلك سيبرر قيام روسيا بدراسة توسيع إرسال الأسلحة الدفاعية إلى إيران". يشكك المحللون بفعالية مثل هذه الحجج، ولكن الدبلوماسية الروسية تعتبر أنه لا يمكن إهمال أية مناورة حتى ولو كانت مجرد بالون اختبار.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق