الصفحات

الاثنين، ٢ أيلول ٢٠١٣

(العزلة الكبيرة)

افتتاحية صحيفة الفيغارو 2 أيلول 2013 بقلم بيير روسلان Pierre Rousselin

     تسرّع فرانسوا هولاند كثيراً وذهب بعيداً ليجد نفسه وحيداً في إرادته بـ "معاقبة" النظام السوري فوراً بعد استخدام الأسلحة الكيميائية. لم يذكر باراك أوباما فرنسا عندما أعلن يوم السبت 31 آب عن قراره بالاعتماد على الكونغرس لاتخاذ قرار الهجوم على سورية، وذلك على الرغم من أن فرنسا هي الدعم الوحيد الذي يمكنه الاعتماد عليه. يعني ذلك استخفافاً بفرانسوا هولاند الذي كان يعتقد بأنه أصبح الحليف الأفضل للولايات المتحدة.
     إن التغير المفاجىء في موقف الرئيس الأمريكي سيمنحه الفرصة لكسب الوقت من أجل الخروج من الشبكة التي أوقع نفسه بها عندما تحدث عن "الخط الأحمر" قبل عام مشيراً إلى أنه لن يتدخل عسكرياً إلا في حال اللجوء إلى الأسلحة الكيميائية. لقد أعطى باراك أوباما الخصم إمكانية إحراج الولايات المتحدة. ارتكب باراك أوباما خطأ أكثر خطورة بالنسبة لبلده، وذلك للتعويض عن خطأ آخر. تنازل هذه المرة عن سلطته باتخاذ قرار الحرب إلى الكونغرس. ستكون هذه السابقة علامة على الضعف الأكيد لنفوذ ومصداقية الرئيس الأمريكي.
     كما هو الحال بالنسبة لباراك أوباما، وقع فرانسوا هولاند في دوامة الأحداث المتلاحقة على غير هدى. كان الرئيس الفرنسي قد انضم أيضاً إلى فكرة "الخط  الأحمر" مدفوعاً بأفضل النوايا الحسنة. إنه ليس بحاجة إلى تصويت البرلمان لشن العمليات العسكرية، بعكس الوضع بالنسبة لدافيد كاميرون. إذاً، إن فرنسا هي الوحيدة  القادرة اليوم على الدفاع عن المبادىء الكبرى.

     إن الصدى الناجم عن الفيتو في البرلمان البريطاني دفع أوباما إلى الاعتماد على الكونغرس، الأمر الذي دفع المعارضة في فرنسا إلى المطالبة بالتصويت في البرلمان. من الناحية السياسية، إنه طلب مشروع حتى ولو كان ذلك يُناقش على صعيد مبادىء الجمهورية الخامسة. النتيجة: وقع هولاند في الفخ على الصعيد الداخلي، وأصبح معزولاً على الجبهة الخارجية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق