الصفحات

السبت، ١٥ كانون الأول ٢٠١٢

(التمرد أو النظام، الخيار المستحيل للاجئين الفلسطينيين في سورية)


صحيفة اللوموند 1/10/2012 بقلم مراسلتها في لبنان لور ستيفان Laure Stophan

    أشار (علي ـ 27 عاماً) الشاب الفلسطيني في مخيم الجليل على مدخل مدينة بعلبك اللبنانية إلى أنه محايد، كان (علي) يسكن في مخيم اليرموك بدمشق، وساهم في توزيع المساعدات وفتح المدارس لإيواء اللاجئين. واعتبر (علي) ما يفعله عملاً خيرياً وواجباً.
     وصل إلى مخيم الجليل أكثر من ألف فلسطيني قادمين من مخيم اليرموك بدمشق منذ شهر تموز 2012 هرباً من المواجهات التي جرت خلال فصل الصيف بين المتمردين والجيش. لقد تعرض مخيم اليرموك للقصف أكثر من مرة ولاسيما في شهر أيلول.
     أشار (علي) إلى أن العديد من سكان مخيم اليرموك أظهروا تضامنهم مع "السوريين الذين يعانون من النظام". هذا ما قام به (ياسين ـ 42 عاماً) الذي يعمل في صناعة  الأدوية، لقد أشار ياسين إلى أنه استقبل مدنيين ومقاتلين وجرحى المتظاهرين في بيته، وأضاف أنه تم الإفراج عن  أحد أصدقائه مؤخراً بعد أن تعرض للتعذيب بسبب قيامه بمعالجة الجرحى بشكل سري. اعتبر ياسين أن كل شيء تغير مع التمرد السوري وقال: "كنت أعيش حتى الآن في الحلم المثالي لنظام سوري يُدافع عن القضية الفلسطينية. لقد انهارت هذه العقيدة مع قمع التمرد، ولكن دون أن أنضم للمعارضة. كنت أقول لنفسي: كيف أدعم نظام يقول أنه مع الفلسطينيين ويقتل شعبه؟ في المحصلة، ما هي عمليات المقاومة التي قام بها النظام ضد إسرائيل؟ بالنسبة لأغلبية الفلسطينيين، لقد سقط قناع الأسد. إن اللاجئين مع التمرد ولكن بصمت، لأنهم خائفون على مستقبلهم". واعتبر ياسين أن حفنة من الفلسطينيين فقط  شاركوا في المظاهرات التي جرت قبل فصل الصيف في مخيم اليرموك، وقال: "لم ينزل الفلسطينيون إلى الشارع إلا بعد القصف في شهر تموز، ولكن عددهم يبقى محدوداً".
     يخشى اللاجئون الفلسطينيون من دعم أحد الطرفين وأن يخسروا ما بنوه حتى الآن. قالت (أمل ـ زوجة ياسين): "لا أحد يعرف من سينتصر في سورية. نشعر بالخوف من الدم الذي سال في سورية. في الماضي، كان الفلسطينيون يخسرون بشكل دائم عندما ينخرطون في قضية تخص الدول التي تستضيفهم، كما حدث في لبنان. دعت الأحزاب السياسية الفلسطينية إلى إلتزام الحذر، فقد أكد مسؤول حركة فتح في مخيم الجليل أن الفلسطينيين يحتاجون إلى أصدقاء وليس إلى أعداء، واعتبر أنه لا أحد في مخيم اليرموك يرغب بوجود الجيش أو المتمردين، وذلك من أجل الحفاظ على المخيم.
     إن مصير الفلسطينيين في لبنان لا يُحسدون عليه، فهم يخضعون لإجراءات تقييدية قاسية مثل: الدخول إلى سوق العمل والملكية ... ولهذا السبب لا يريد المهاجرون الفلسطينيون الجدد في مخيم الجليل المخاطرة بطردهم من سورية. وقالت المهندسة (أمل): "لقد اندمجنا بشكل كامل في سورية التي عاش فيها اللاجئون بشكل أفضل مقارنة بالدول العربية الأخرى التي استضافت الفلسطينيين."
     يخشى الفلسطينيون من العودة إلى وضع أقل تفضيلاً، قال (سليمان ـ 19 عاماً): "نحن متساوون مع السوريين حتى ولو أننا لا نملك حق التصويت. ولكننا نبقى تحت رحمة القادة. إن المعارضة والنظام يستغلان القضية الفلسطينية ويطالبان بالحصول على دعمنا. لقد شاركت في المظاهرات الفلسطينية عام 2011 بالقرب من الجولان المحتل، وخسرت ثلاثة أصدقاء. لقد تلاعب النظام بنا، حتى ولو أنه أعطانا الكثير من الحقوق في الماضي. ما هي الضمانات التي تعطينا إياها المعارضة؟ إن الفسطينيين متضامنين على الصعيد الإنساني، وليس فقط في مخيم اليرموك. لكن المخاطرة بحياة جميع الفلسطينيين من  أجل آراء سياسية هو خط أحمر. لماذا نصبح هدفاً سهلاً؟".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق