الصفحات

الأربعاء، ٢٢ أيار ٢٠١٣

(سورية: 800 أوروبي تطوعوا في الجهاد ضد الأسد)


صحيفة الفيغارو 22 أيار 2013 بقلم جورج مالبرونو Georges Malbrunot

     أشارت تقديرات أحد الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي إلى أن 800 مواطن أوروبي يقاتلون حالياً ضد نظام بشار الأسد، وأكد أحد قادة المعارضة هذا الرقم. انضم بعضهم إلى مجموعة جبهة النصرة الجهادية التي أعلنت مؤخراً ولاءها لتنظيم القاعدة وصنفتها الولايات المتحدة ضمن المنظمات الإرهابية.
     لم يسبق أن ذهب مثل هذا العدد الكبير من سكان القارة العجوز خلال فترة قصيرة ـ منذ حوالي العام ـ للقيام بـ "الحرب المقدسة" ضد نظام يقمع معارضيه بشكل دامي، وتُحاربه أوروبا منذ سنتين. يوجد من بين هؤلاء الأوروبيين حوالي مئة فرنسي أو فرنسي ـ سوري ومن 50 إلى 70 بلجيكي وحوالي مئة بريطاني والعديد من الألمان ذي الأصول التركية بشكل خاص وبعض الإيرلنديين والكوسوفار والدانماركيين. باختصار، إن جميع الدول الأوروبية معنية بهذا الأمر. قُتِل بعض هؤلاء المقاتلين واعتقل النظام بعضهم الآخر. حاربت حفنة منهم في أراضي أخرى للجهاد. أكد الدبلوماسي الأوروبي قائلاً: "عقدنا اجتماع بين السفراء الأوروبيين، وأحصت كل دولة عدد مواطنيها الذين ذهبوا إلى سورية".
     كانت التقديرات الأخيرة الصادرة عن الأجهزة في بروكسل تُشير إلى أن عددهم هو 500 جهادي. تختلف انتماءاتهم من الإيديولوجية المتشددة إلى الثوار الحالمين مروراً بالمراهقين الضائعين. إن سهولة ذهاب هؤلاء المرشحين للجهاد إلى سورية ـ عبر تركيا التي لا تطلب تأشير دخول إليها ـ يُفسر جزئياً هذه المشاركة الكبيرة، بالإضافة إلى عدم وجود شبكات لإيصالهم بعكس ما حصل في العراق أو أفغانستان.
     ولكن أحد مسؤولي المعارضة حذّر قائلاً: "إنها المرة الأولى التي نشهد فيها رحيل بعض المقاتلين الأجانب. حصل تغيّر في موازين القوى على الأرض. بدأ الجيش عمليات تطهير، وبالإضافة إلى ذلك اندلعت النزاعات بين المجموعات المسلحة. أدت جميع هذه الأسباب إلى مغادرة بعض المقاتلين الأجانب غير المؤدلجين كثيراً". هرب حوالي أربعين أوروبي خلال الأسابيع الأخيرة من منطقة إدلب التي يواجه المتمردون فيها صعوبة في طرد القوات النظامية. يهرب هؤلاء الأوروبيون عبر تركيا أكثر من لبنان، لأن حزب الله يُسيطر على الدخول والخروج من مطار بيروت.
     هرب بعض الجهاديين أيضاً في الأيام الأخيرة من مدينة القصير التي بدأ الجيش النظامي بدعم من وحدات النخبة التابعة لحزب الله باستعادتها من المتمردين. وأضاف مسؤول المعارضة إلى أن "هؤلاء الجهاديين يهربون باتجاه لبنان"، ولكنهم بشكل أساسي من العرب وليس من الأوروبيين.
     تخشى أجهزة الأمن الأوروبية من عودة هؤلاء الشباب بعد أن أصبحوا أكثر راديكالية بسبب اتصالهم بالجهاديين القدماء. اكتسب بعضهم خبرة يمكن استخدامها في ارتكاب عمليات إرهابية في بلدانهم الأصلية. ولكن هل تستطيع العدالة تجريم ذهابهم إلى سورية بعد أن أدانت العواصم الأوروبية النظام فيها؟ بالإضافة إلى ذلك، يحمل بعض هؤلاء المرشحين للجهاد جنسية مزدوجة. أكد قاضي مكافحة الإرهاب مارك تريفيديك Marc Trévidic مؤخراً: "من الصعب أن نرفض حقهم في مقاومة سلطة تقتل شعبها".
     إن الدول المعنية بشكل خاص هي بلجيكا وفرنسا وألمانيا. قام بعض المواطنين البلجيكيين الشباب، أحياناً اعتنق بعضهم الإسلام، إلى تركيا ثم إلى الحدود السورية، ثم تقوم بعض الشبكات بإرسالهم إلى سورية. يوجد بينهم العديد من البلجيكيين ـ المغاربة، بقايا الشبكات التي كانت تذهب إلى أفغانستان والعراق خلال سنوات عام 2000.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق