الصفحات

الجمعة، ١٠ أيار ٢٠١٣

(سورية وإيران، "التهديد الأكبر ضد السلام")


صحيفة اللوموند 10 أيار 2013 ـ مقابلة مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ـ أجرى المقابلة كريستوف شاتلو Christophe Châtelot وريمي أوردان Rémy Ourdan

سؤال: فيما يتعلق بسورية، أزمة أساسية في المنطقة الأكثر اضطراباً في العالم، ألا يتصف الموقف الفرنسي بالترقب والانتظار؟
لوران فابيوس: إذا استمرت المأساة السورية، ربما ستكون أسوأ كارثة إنسانية وسياسية في بداية هذا القرن. يُقدّر عدد القتلى والجرحى والنازحين واللاجئين بمئات الآلاف في سورية أو في الدول المجاورة. إذا لم يتم إيقاف هذا النزاع، فسوف ترتسم ملامح تقسيم البلد والتطرف الراديكالي الطائفي لدى المعسكرين وزعزعة استقرار جميع مكونات هذه المنطقة الهائجة أصلاً. يُشكل الوضع السوري مع الملف النووي الإيراني ـ وهما مرتبطان مع بعضهما البعض ـ التهديد الأكبر ضد السلام حالياً. نحن لا نستطيع لوحدنا تسوية هذا النزاع، ولكننا نُبادر دوماً. نحن ننوي الاستمرار حسب أربعة توجهات. أولاً، الاستمرار في دعم حل سياسي: يجب أن تنخرط الولايات المتحدة بشكل كامل، وأن تتعزز النقاشات مع روسيا. نحن نقترح منذ فترة طويلة جنيف 2 بشكل يكون استمراراً لاجتماع جنيف الذي كاد ينجح في حزيران 2012. القرار الثاني، سنقوم بزيادة دعمنا للمعارضة المعتدلة، ويجب على الإئتلاف الوطني السوري أن يتّسع ويُوحّد نفسه ويضمن بشكل واضح احترام حقوق جميع الطوائف في حال تغيير النظام. لكي لا يكون هناك غموض، نحن نقترح تصنيف جبهة النصرة، المعارضة لبشار الأسد ولكن المرتبطة بتنظيم القاعدة، كـ "منظمة إرهابية" بالمعنى المحدد لدى الأمم المتحدة.
القرار الثالث، التناقش مع شركائنا الأوروبييين حول الحظر على الأسلحة. من جهة، لا يمكن إطلاقاً أن يستمر تعرّض المقاومون والمدنيون إلى القصف: إنهم يطلبون بشكل مشروع وسائل للدفاع عن أنفسهم. من جهة أخرى، لا يمكن تزويدهم بأسلحة يمكن أن تسقط بأيدي النظام أو الحركات الإرهابية. أخيراً، نقوم حالياً بتحديد تحقيقاتنا وخططنا للعمل لمواجهة إمكانية استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل بشار الأسد. يجب التحرك وبسرعة.
سؤال: قال فرانسوا هولاند أن استخدام الأسلحة الكيميائية سيؤدي إلى جواب "سريع وحاسم". ولكن يبدو أنه تم استخدام بعضها...
لوران فابيوس: توجد مؤشرات في هذا الاتجاه، ولكن لا يوجد براهين. نحن ندرس هذه المسألة الهامة بعمق.
سؤال: بعد الارتباك أثناء التمرد في تونس والقاهرة ثم التدخل في ليبيا، ألم تنضم فرنسا إلى الارتباك الأمريكي حول سورية؟
لوران فابيوس: لا أعتقد ذلك.ستحتاج هذه المراحل العربية الانتقالية إلى بعض الوقت. الأوضاع ليست متشابهة في كل بلد. نحن ندعم هذه الحركات وأسبابها والقيم القائمة عليها. نحن ندعمها على الصعيد الاقتصادي والسياسي، ونريد في الوقت نفسه احترام مبدأين: الحريات الأساسية (حق التعبير وحقوق المرأة...) وإمكانية التناوب على السلطة والتعددية. يجب أن تستطيع هذه الشعوب أن تقرر بحرية إذا كانت تريد الاستمرار والإسراع أو سلوك طريق آخر.
سؤال: في سورية، ألم تؤدي الراديكالية العسكرية لدمشق والراديكالية الإسلامية داخل المعارضة إلى إثبات خطأ هاتين السنتين من الترقب؟ ألم يكن من الواجب عليكم التدخل عسكرياً؟
لوران فابيوس: قمنا قبل عام بتنظيم مؤتمر كبير لأصدقاء سورية في باريس، وكان من أوائل الذين اعترفوا بالإئتلاف الوطني السوري. لقد كنّا فعالين جداً في مجال المساعدة الإنسانية. ونحن أول من قام بتعيين سفير للإئتلاف في باريس. دعمنا رئيس الإئتلاف معاذ الخطيب في اقتراحه الشجاع بالحوار مع بعض عناصر النظام. نحن شاركنا وكنت أنا أحد أولئك الذين حملوا القلم في "جنيف 1". نحن جزء من النواة التي تضم أولئك الذين يستطيعون التأثير.
سؤال: ما هو مدى انخراط الإيرانيين إلى جانب النظام السوري؟
لوران فابيوس: كبير جداً. من جهة أخرى، هناك بعض العلاقة بين الملف النووي الإيراني والمواجهات في سورية. إذا كان المجتمع الدولي غير قادر على إيقاف حركة رجال الأسد الذين يحصلون على دعم كبير من الإيرانيين، كيف ستكون مصداقيتنا لضمان أن إيران لن تمتلك السلاح النووي؟
سؤال: متى تعتقدون أن إيران ستمتلك السلاح النووي؟
لوران فابيوس: ليس قبل الانتخابات الإيرانية في شهر حزيران. نحن نعارض كلياً انتشار السلاح النووي. إذا امتلكت إيران السلاح النووي، سيفعل الآخرون الشيء نفسه في هذه المنطقة. تستطيع إيران استخدام الطاقة النووية المدنية، ولكن ليس امتلاك القنبلة النووية. من أجل تجنب ذلك، يجب التفاوض وفرض العقوبات.
سؤال: وفي حال الفشل؟
لوران فابيوس: جميع الخيارات مطروحة على الطاولة، ولكن الخيار المرغوب هو نجاح المفاوضات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق