الصفحات

الجمعة، ٣١ أيار ٢٠١٣

(سورية: "جرائم حرب من الجانبين")

صحيفة الليبراسيون 31 أيار 2013 بقلم مارك سيمو Marc Semo

     إنه يتكلم الفرنسية بطلاقة، ولكنه تردد قليلاً قبل لفظ صفة: "مُرعب، نعم إنه وضع مُرعب". بالنسبة لرئيس لجنة التحقيق حول انتهاكات حقوق الإنسان في سورية الدبلوماسي البرازيلي في الأمم المتحدة باولو سيرجيو بينهيرو، "تفاقم مستوى العنف بشكل كبير، واختلطت الطائفية المتزايدة مع الراديكالية وتصاعد الجرائم". سيقوم بينهيرو بتقديم تقرير إلى مجلس الأمن بتاريخ 4 حزيران، وسيكون التقرير الخامس لهذه اللجنة الدولية المستقلة التي أسسها مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة عام 2011.
     اجتمع بينهيرو مساء يوم الأربعاء 29 أيار مع أربعة صحفيين بعد جلسة مُغلقة مع لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الفرنسي. لم يتمكن أعضاء لجنة التحقيق البالغ عددهم 24 شخصاً من الذهاب إلى الأراضي السورية، ولكنهم يقومون بإجراء مقابلات مستمرة عبر SKYPE مع الناجين والشهود، وجمعوا العديد من العناصر المحددة ـ من ضمنها شبهات كبيرة باستخدام الأسلحة الكيميائية بشكل متفرق ـ ، ولكنهم لم يرغبوا بإعطاء التفاصيل قبل تقديم تقريرهم أمام مجلس الأمن في الأسبوع القادم.
     أكدت النائبة العامة السابقة للمحكمة الجنائية الدولية حول يوغسلافيا السابقة كارلا ديل بونتي أنها "جرائم وحشية لا تُصدق. لم أشاهد ذلك من قبل إطلاقاً، وحتى في البوسنة". قام بارتكاب هذه الأعمال الوحشية كل من قوات النظام بمساعدة ميليشيات النخبة لحزب الله، والمتمردون الذين يزداد عدد المقاتلين الجهاديين في صفوفهم. قال سيرجيو باولو بينهيرو: "هناك اختلاف في مستوى الجرائم المرتكبة من قبل الطرفين، ولكن لا يوجد اختلاف في طبيعتها. إذا كان النظام قد ارتكب عدداً أكبر بكثير، فإن جميع الأطراف مسؤولة عن ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بالغة الخطورة". سيطلب بينهيرو في تقريره مرة أخرى إحالة الملف إلى المحكمة الجنائية الدولية. ولكن مجلس الأمن هو  الوحيد الذي يستطيع إتخاذ مثل هذا القرار، لأن سورية لم تُصادق على اتفاقية إنشاء المحكمة الجنائية الدولية الدائمة.

     قال أحد الدبلوماسيين في الأمم المتحدة: "إن أغلبية المتمردين اليوم لا يُفكروا بالديموقراطية وحقوق الإنسان. إنهم ليسوا مقاتلين من أجل الحرية، ولديهم تطلعات أخرى. إن المقاتلين الديموقراطيين التاريخيين الذين كانوا يؤمنون فعلاً بالموزاييك السوري وبالدولة العلمانية السورية، أصبحوا أقلية اليوم. من الصعب دوماً التمييز بين المتمردين "الأخيار" و"الأشرار" على الأرض"، وأشار إلى أنه يعارض تسليح المتمردين لأنه سيكون من المستحيل مراقبة الجهة التي ستصل الأسلحة إليها. كما اعتبر أن الأولوية العاجلة اليوم هي استئناف منطق المفاوضات "واجتماع جميع الأطراف على طاولة واحدة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق