الصفحات

الاثنين، ٢٠ أيار ٢٠١٣

(الاستعداد للخلافة في السعودية)


صحيفة الفيغارو 20 أيار 2013 بقلم جورج مالبرونو Georges Malbruont

     ماذا يجري في قصر آل سعود في السعودية؟ حصلت مؤخراً عدة تغييرات مفاجئة في مناصب هامة، ودفعت إلى الاعتقاد بان الملك عبد الله (89 عاماً) يقوم بإعداد خليفة له. هذا الإضافة إلى أنها تُغيّر التوازنات الهشة داخل العائلة المالكة التي تضم آلاف الأمراء.
     صدر مرسوم ملكي بتاريخ 20 نيسان بإقالة الأمير خالد بن سلطان من منصبه كوزير للدفاع، تفاجأ الأمير خالد بن سلطان بهذا القرار عندما كان في نيويورك بعد جولة ناجحة في الشرق الأقصى. وقبل ذلك، تم تعيين الأمير مُقرن، الأخ غير الشقيق للملك، في منصب النائب الثاني لرئيس الحكومة والأمير الثاني في سلسلة وراثة الحكم. بشكل موازي، تم إعفاء الأمير أحمد، أخ آخر غير شقيق للملك، من منصبه كوزير الداخلية، وكذلك الأمر بالنسبة لمحمد بن فهد الذي كان يشغل منصباً إستراتيجياً  هو حاكم المنطقة الشرقية الهامة والغنية بالنفط.
     تتساءل الحكومات الغربية منذ ذلك الوقت، وتُحاول تحليل لعبة الكراسي الموسيقية في بلد يسوده الغموض. هل هي إرادة في تنظيم المملكة؟ أم رغبة في تعزيز عائلته؟ أم ضمان استمرار الإصلاحات التي بدأها عبد الله؟ يستعد الملك الذي تتدهور صحته لاستقبال فرانسوا هولاند. إذا كان عقله يعمل بشكل جيد حتى الآن، فإنه يُعاني من مشاكل مزمنة في ظهره، ولا تسمح له بالعمل أكثر من عدة ساعات باليوم.
     تنتشر الإشاعات منذ هذه التغييرات بأن عبد الله يقوم بالتمهيد لخلافته عبر تعزيز عائلته. تهدف هذه التغييرات إلى وضع رئيس الحرس الوطني ابنه الأكبر متعب على رأس المملكة. ولكن من أجل القيام بذلك، يجب على الملك تغيير تسلسل نظام الخلافة. تنتقل السلطة في الرياض من الأخ إلى أخيه وليس من الأب إلى ابنه. إن الكثير من الإخوة أو الأشقاء للملك عبد الله مثل الأمير أحمد، يحق لهم بشكل مشروع المطالبة بالسلطة بعد وفات الملك. ولكن حرصاً على تجديد شباب القادة الرئيسيين للمملكة، يريد الملك نقل السلطة إلى جيل أحفاد مؤسس المملكة عبد العزيز. يُمثل الأمير خالد بن سلطان جزءاً من الذين يتطلعون إلى العرش. ولكنه ينتمي إلى فرع السديري، المنافس القديم للعائلة المالكة والذي يخضع منذ منذ عدة عقود لهيمنة الملك على الشؤون السعودية، ويعتبر الملك أن فرع السديري مُنحاز جداً إلى الولايات المتحدة.
     من أجل تمهيد الطريق أمام ابنه، ينوي الملك الاعتماد على شخصيتين هامتين في القصر الملكي: الأول هو مدير مكتبه خالد تويجري المُقرّب من متعب، وأخوه غير الشقيق مُقرن الذي لا يستطيع المطالبة بالعرش لأنه ابن إحدى النساء اليمنيات لعبد العزيز، وبالتالي هي زوجة غير شرعية حسب العادات والتقاليد المحلية. يحظى متعب مثل والده بدعم قوي في الحرس الوطني الذي يتألف من أعضاء القبائل الأكثر إخلاصاً لعائلة عبد الله. ولكن يجب على الملك وابنه الاهتمام بمصير الأمير سلمان (78 عاماً)، الوريث الحالي ووزير الدفاع، الذي يعاني من مرض ألزهايمر. يريد البعض اغتنام هذه الفرصة لإعلان أنه "غير مؤهل" للسلطة. إنها "ثورة صغيرة في القصر الملكي"، ولن تُزعج البعض في فرنسا. كان متعب يزور نيكولا ساركوزي بشكل منتظم في قصر الإليزيه، كما استقبله فرانسوا هولاند بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية عام 2012. إنه وضع ملائم بالنسبة لفرنسا التي تنوي إعادة الرياض إلى محور سياستها في الخليج الفارسي الذي ما زال مهددهاً بالقنبلة النووية الإيرانية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق