الصفحات

الخميس، ١٦ أيار ٢٠١٣

(مُعضلة اللاجئين في منطقة هاتاي)


صحيفة اللوموند 16 أيار 2013 بقلم مراسلها الخاص في الريحانية بنجامان بارت Benjamin Barthe

     تطرح مأساة الريحانية معضلة حقيقية أمام آلاف اللاجئين فيها: هل يجب الرحيل أم البقاء أم العودة أم الاختباء؟ اختار أغلبهم الاختباء في منازلهم خوفاً من التعرّض للانتقام. إن هذا القلق من الخروج من المنزل مُبالغ به كثيراً. إذا كانت بعض السيارات ذات اللوحات السورية تعرضت للاعتداء داخل المدينة، فإن حالات العنف ضد الأشخاص بقيت نادرة.
     اختارت قلّة من اللاجئين العودة. هذا ما أكده سائقو سيارات الأجرة التركية في المركز الحدودي التركي. من المحتمل جداً أنهم جزء من السوريين الذين يتنقلون مراراً بين منطقة هاتاي وأرضهم الأم لأسباب عائلية أو للعمل، وقد اعتبروا بعد عملية التفجير أنه من المناسب تسريع الانتقال. ولكن أحد الدبلوماسيين الأتراك لاحظ قائلاً: "لم نُلاحظ تدفقاً غير طبيعي باتجاه سورية".
     تستطيع حفنة من المحظوظين التفكير بالرحيل إلى بلد آخر. هذا هو الحال بالنسبة لـ "أبو هشام" وعائلته الذين سيغادرون إلى دبي للإقامة عند ابنته. هناك أيضاً حالات خاصة مثل الشاب محمد كركور من إدلب، لقد استطاع هذا الشاب دخول تركيا للإطمئنان على أخته التي تسكن في الريحانية بالقرب من مكان الانفجار، ثم خرج منها بعد يومين لأنه عضو في إحدى المجموعات المسلحة، والثورة لا تنتظر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق