الصفحات

الاثنين، ١٣ أيار ٢٠١٣

(اعتقال ثمانية أتراك، ودمشق مُتهمة)


صحيفة الليبراسيون 13 أيار 2013 بقلم مراسلها في استانبول رجيب دوران Ragib Duran

     أظهر المحققون سرعة غريبة. أعلنت السلطات التركية عن اعتقال تسعة أتراك بعد عدة ساعات من الانفجار المزدوج لسيارة مفخخة في مدينة ريحانلي القريبة من الحدود السورية يوم السبت 11 أيار، ومقتل 46 شخصاً على الأقل. أكد وزير الداخلية التركي Muammer Güler أن الأشخاص الذين تم القبض عليهم "اعترفوا بتنظيم عملية التفجير منذ بداية استجوابهم في مركز الشرطة، وأنهم على علاقة مع منظمة إرهابية مُرتبطة بأجهزة الاستخبارات السورية". إن التعرّف السريع على المُرتكبين المُفترضين لهذه المجزرة، دفع ببعض المُعلّقين إلى التساؤل عن سبب عدم إمكانية التحرك بشكل وقائي.
     أشارت صحيفة Hurriyet التركية اليومية إلى أن أجهزة الاستخبارات اكتشفت هذه المجموعة منذ بعض الوقت، وتعرّفت على الشاحنات الصغيرة، ولكنها فقدت أثرهم في الأيام الأخيرة. اتهمت السلطات التركية دمشق بوضوح، وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أثناء زيارته إلى ألمانيا: "سيدفع المُذنبون الثمن سواء كانوا داخل أم خارج البلد". من المفترض أن تقوم تركيا باستشارة الحلف الأطلسي حول هذا الملف. ولكن النظام السوري ينفي أية مسؤولية عن عملية التفجير.
     لا يستبعد بعض الخبراء الاحتمال الجهادي. ربما تكون هذه العملية تحذيراً مُوجهاً إلى السلطات التركية التي تحاول منذ بعض الوقت السيطرة بشكل أفضل على مرور الأسلحة والمتطوعين نحو بعض المجموعات مثل جبهة النصرة التي تضعها الدول الغربية على لائحة المنظمات الإرهابية.
     عاد الجدل في تركيا بعد عملية يوم السبت 11 أيار حول انخراط حكومة رجب طيب أردوغان الإسلامية ـ المحافظة لصالح المتمردين في سورية. لقد أثارت هذه السياسة قلقاً كبيراً منذ البداية، وأظهرت استطلاعات الرأي أن 70 % من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع يُعارضون تدخل بلدهم بأي شكل من الأشكال، وحتى لو كان ضمن إطار التدخل الدولي المُفترض. قال Can Dündar في صحيفة Milliyet الليبرالية البارحة 12 أيار مُنتقداً: "يبدو أن تركيا تغرق في المستنقع السوري، وأصبحت طرفاً في هذه الحرب الأهلية عبر دعمها المباشر للمعارضة". وقالت صحيفة Cumhurriyet الكمالية المُقرّبة من حزب المعارضة الرئيسي الحزب الجمهوري الشعبي: "هذه المجزرة هي نتيجة السياسة العدوانية للسلطة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق